شهد حي ديار المحصول ببلدية المدنية بالجزائر العاصمة، أمس، عملية كرّ وفر دامت عدة ساعات بين قوات مكافحة الشغب وسكان الحي الذين خرجوا لليوم الثاني على التوالي في احتجاجات ساخطة، للتنديد بتجاهل السلطات المحلية لهم وللمطالبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة، على غرار سكان باقي الأحياء الأخرى بالعاصمة. خرج، صبيحة أمس، المئات من سكان حي ديار المحصول بطريقة عفوية، كما قالوا، لمطالبة السلطات المحلية بضرورة الوفاء بوعودها التي قطعتها أمامهم منذ مدة، مرددين خلالها بعض الشعارات المنددة بالحفرة والتهميش بالإضافة إلى شعار جديد دخل قاموس الشعارات وهو ''الشعب يريد السكنة باطل''. وقد قام المحتجون بقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى رياض الفتح بالمتاريس والحجارة، الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى الاستنجاد بقوات مكافحة الشغب، التي تدخلت لتفريق المتظاهرين وفتح الطريق أمام أصحاب السيارات، ما أدى إلى نشوب مناوشات بين الطرفين دامت عدة ساعات، قبل أن تتدخل مجموعة من عقلاء الحي لتهدئة الوضع وتعيين ممثلين عنهم للقاء السلطات المحلية وإيصال مطالبهم التي لخصوها في بند واحد وهو المطالبة بالترحيل، وإعطاء تاريخ محدد لذلك بالنظر لأوضاعهم الصعبة، حيث لم يعد بإمكانهم، كما قالوا، الانتظار أكثر مما قضوه في السكنات التي يقطنونها منذ الفترة الاستعمارية. وما زاد من استفحال المشكل هو عدم قيام السلطات المحلية بأي عملية ترحيل، الأمر الذي عقّد أمورهم أكثر كما قال بعضهم، لأن معظم الشقق التي يسكنونها هي شقق ذات غرفة واحدة وغرفتين. فمن غير المعقول، كما أضافوا، أن يسكن 13 فردا في مساحة لا تتجاوز 16 مترا مربعا. هذا الوضع دفع بالعديد من شباب الحي إلى تفضيل النوم داخل السيارات وخيم تم نصبها من البلاستيك، على أن يناموا مع أخواتهم في غرفة واحدة كما قاله لنا بعض هؤلاء، ناهيك عن توجه العديد من شباب الحي إلى تعاطي المخدرات للهروب من الواقع المر الذي يعيشونه وارتفاع سن العزوبية عند بعضهم إلى أكثر من 50 سنة.