يرى محللون أن دخول قوات خليجية إلى البحرين يحوّل الأزمة في هذا البلد إلى أزمة إقليمية، ومن المتوقع أن يؤجج التدخل العسكري مشاعر المحتجين بدلا من تهدئتهم. وكانت قد وضعت السلطات البحرينية، صباح الأربعاء، حدا لاعتصام المطالبين بالتغيير المناهضين للحكومة في وسط المنامة، وذلك غداة وصول قوات خليجية إلى المملكة وإعلان حالة الطوارئ. وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي أن قوات درع الجزيرة التي أرسلت إلى البحرين، تتحرك بموجب الاتفاقيات بين دول المجلس وليس لديها دور قتالي. وردت إيران بعبارات قاسية على هذا الانتشار الذي وصفته بأنه ''غير مقبول'' و''سيبوأ بالفشل''، واستدعت سفيرها في المنامة غداة قيام المنامة بخطوة مماثلة. وحذرت طهران القادة السعوديين والإماراتيين من مصير مشابه لمصير صدام حسين نتيجة لدخول قواتهم إلى البحرين. وقال المحلل كريس بوسيك من معهد كارنيغي للسلام إن ''نشر قوات سعودية وإماراتية هو تصعيد يمكن أن يحوّل الأزمة السياسية إلى مواجهات ذات تداعيات إقليمية''. وأضاف ''البعض يظن أن عرض القوة سيهدئ المتظاهرين بالنسبة لمطالباتهم بالإصلاح السياسي، إلا أن ذلك لا يبدو مرجحا''. وحذر من أن التحرك الخليجي وخصوصا السعودي ''سيؤجج مشاعر المتظاهرين بدلا من تعزيز موقع الأسرة الحاكمة'' في البحرين. من جهته، اعتبر مدير معهد بروكينغز في الدوحة، سلمان شيخ، أن ''قرار دعوة قوات خليجية للبحرين يطرح إشكاليات جديدة ويوجد مخاطر جديدة لهذا البلد الذي لا تبدو فيه أي مؤشرات للتهدئة''. وقال شيخ ''نحن نسير نحو التصعيد بدلا من الحوار البنّاء''، مشيرا إلى أن الوضع في البحرين يحمل ''خطرا حقيقيا لانطلاق توترات جديدة بين دول الخليج وإيران''. ولطالما كانت علاقات إيران بدول الخليج متوترة، عدا مع قطر وسلطنة عمان. وكانت دول الخليج دعمت بوضوح العراق في حربه مع إيران في الثمانينات. كما أن الخليجيين لا يخفون أبدا مخاوفهم الكبيرة إزاء البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب بأنه غطاء لبرنامج تسلح ذري. وكانت إيران ادعت في الماضي أيضا سيادتها على البحرين، كما أنها تسيطر على ثلاث جزر في الخليج تطالب الإمارات بالسيادة عليها. وقالت المحللة العنود الشارخ، من فرع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، إن ''العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون لطالما كانت متوترة''. وأضافت أن ''هذه العلاقات يمكن أن تتدهور، ولكن لا اعتقد أنه سيكون هناك تحرك إيراني مفتوح''. وبحسب الشارخ، فإن دول الخليج قلقة جدا من دعوات قسم من المتظاهرين في البحرين إلى إسقاط حكم آل خليفة الذين يحكمون المملكة منذ أكثر من مئتي سنة. وقال سلمان شيخ ''أعتقد أن هناك احتمالا لعدوى إقليمية يمكن أن تصيب السعودية''، حيث بدأت الأقلية الشيعية في المنطقة الشرقية القريبة من البحرين تتظاهر. وبحسب شيخ، فإن دول مجلس التعاون أرادت عبر إرسال قوات إلى البحرين أن ''ترسم خطا أحمر في الرمال''.