اعتصم 800 أستاذ متعاقد أمام مبنى رئاسة الجمهورية بالمرادية أمس، مطالبين بإدماجهم في مناصبهم، رافضين مغادرة المكان إلى أن يصدر قرار رئاسي يقضي بإدماج 20 ألف متعاقد عبر الوطن دون شرط أو قيد. وتوافد الأساتذة المتعاقدون أمس منذ الصباح الباكر إلى مقر الرئاسة أين علقت اللافتات التي كتبت عليها عبارات التنديد، وافتتح المعنيون اعتصامهم بدقيقة صمت ترحما على أربعة من زملائهم لقوا حتفهم في حادث مرور بولاية أدرار كانوا قادمين إلى العاصمة للالتحاق باعتصام زملائهم، لترفع أصواتهم بعدها بعبارات الاستنكار التي استوقفت المارين رغم محاصرة قوات قمع الشغب للمكان، حيث ردد الأساتذة ''بركات، بركات من العقود بركات''، ''يا رئيس يا زعيم بن بوزيد في النعيم والأستاذ في الجحيم''، ''بلاد العلم بلاد النور المتعاقد فيها محفور''... وغيرها من العبارات التي حملت في طياتها هموم أساتذة أفنوا حياتهم في التعليم، والتحقوا بمناصب عملهم في فترة كانت تمر بها البلاد بظروف صعبة بسبب الإرهاب، ليحرموا اليوم من أبسط حقوقهم، وهوا لإدماج في القطاع بشكل نهائي. اعتصام الأمس كان الأكبر من نوعه ضمن سلسلة الاعتصامات التي نظمها الأساتذة المتعاقدون خلال المرحلة الماضية، في انتظار أن يصل العدد إلى الآلاف، حسبما جاء على لسان رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين مريم معروف، التي قالت ''الأساتذة جاءوا إلى المرادية مرتدين المآزر البيضاء ولن يخلعوها ولن يغادروا المكان ما لم يصدر قرار الإدماج''، خاصة بعد أن أخلف حسبها ممثل الرئاسة وعده بتسوية وضعيتهم بعد اللقاء الذي جمعه بممثليهم منذ شهر خلال اعتصامهم أمام ذات الهيئة، في الوقت الذي تحدثوا فيه عن مضمون خطاب رئيس الجمهورية الذي قرأه مستشاره أول أمس، والذي جاء فيه تسوية جميع المناصب المؤقتة، منوهين بضرورة الالتزام بهذا القرار بحكم أنهم جزء من المعنيين. تجدر الإشارة إلى أن مبنى الرئاسة شهد بالموازاة اعتصام 53 مستشارا تربويا عبر الوطن احتجوا على وضعيتهم المهنية بعد تصنيفهم كمكلفين، ويتقاضون أجورهم كمساعدين تربويين، وهي المناصب التي كانوا يشغلونها قبل التكوين للارتقاء إلى منصب مستشار، قبل أن يعدهم الأمين العام لوزارة التربية بتسوية وضعيتهم لدى استقباله ممثلين عنهم أمس على هامش الاعتصام، بالإضافة إلى اعتصام عدد معتبر من العائدين من ليبيا، مطالبين بالتكفل بهم بعد أن وجدوا أنفسهم بدون عمل أو سكن، لدرجة أنهم يبيتون في محطة خروبة لانعدام مكان يأويهم.