يعمل مصنّعو السيارات في مختلف أنحاء العالم على إقحام أحدث تكنولوجيات الاتصال على متن السيارات التي تخرج من مصانعهم لتسهيل حياة المواطن، وهي التكنولوجيات التي تصل إلى الجزائر لكنها للزينة فقطفي السيارات، لغياب التكنولوجيا اللازمة لاستعمالها. تولد عن التحالف بين مصنعي السيارات ومبتكري التكنولوجيات الحديثة العديد من التكنولوجيات التي أصبحت تركب في السيارات لتسهيل حياة السائقين والركاب، وعلى رأسها ''الجي بي أس'' و''الويفي''. لكن هذه التكنولوجيات التي سجلت حضورها بقوة في عدد من علامات السيارات، بقيت في الجزائر مجرد تجهيزات لتزيين السيارة وإضفاء ''صبغة'' من التطور على السوق الجزائرية التي تبقى جد متأخرة، بسبب غياب الهياكل والتقنيات. ومن بين التجهيزات التي تعرف رواجا كبيرا، خاصة في أوروبا، جهاز ''الجي بي أس'' أو نظام الموقع العالمي، والذي يسمح لمستعمله عبر الاتصال بالأقمار الصناعية بإيجاد طريقه بسهولة، حتى ولو أنه لم يسبق له أن حل في هذه المدينة أو تلك. فبالرغم من أن العديد من الوكلاء المعتمدين يجلبون سيارات مزوّدة بنظام ''الجي بي أس''، إلا أنها تحولت بسبب غياب الخرائط والتكنولوجيا إلى شاشة لتزيين السيارة، ولا يمكن استعمالها تماما لإيجاد الطريق للسائح في الجزائر، وحتى الجزائريين الذين يبحثون عن مكان محدد ولا يعرفون مكان تواجده. وقد رددت السلطات العمومية لسنوات أن خرائط المدن سيتم وضعها قريبا، إلا أنه لم يتم القيام بأي شيء، وبقي الوضع على حاله في بلد يستعد لإطلاق الجيل الرابع من الهاتف النقال، إن تم ذلك. من بين التكنولوجيات الأخرى التي أصبحت متوفرة وعادية في دول كثيرة أجهزة الكمبيوتر المزوّدة بنظام الويفي، والتي تسمح لمستعمل السيارة من الولوج إلى شبكة الأنترنت أينما كان، من خلال التواصل عبر الشبكات العمومية المتاحة. إلا أن صاحب سيارة مزوّدة بهذا النظام في الجزائر عليه ركن سيارته أمام منزله أو مكتبه، شريطة أن يمتلك اشتراك الويفي، أو أن يبحث عن شبكة مفتوحة يستعملها لتصفح شبكة الأنترنت. وهذا بالرغم من أن تقديم مثل هذه التكنولوجيا يبقى في متناول متعاملي الأنترنت الذين يملكون مراكز ربط في مختلف أنحاء الوطن، ويمكنهم تزويدها بهذه الخدمة وبيع اشتراكات تسمح لسائقي السيارات من اقتنائها واستعمال الأنترنت أينما أرادوا.