خابت آمال العديد من زوار صالون الجزائر الدولي للسيارات الصناعية في الاقتراب أكثر من الشركة الجزائرية للسيارات الصناعية التي غابت عن هذه الطبعة للمرة الثانية على التوالي على الرغم من تحسن مستوى الشركة وكذا أوضاعها المالية..فاسحة المجال لعشرات الشركات والعلامات المستوردة والتي استغلت هذا الغياب للتعريف أكثر بمنتجاتها وتسويقها عبر هذه التظاهرة التي تعرف تخفيضات مغرية تصل إلى 200 ألف دج. وتساءل زوار الطبعة الرابعة للصالون الدولي الرابع للسيارات الصناعية والنفعية عن الدوافع التي أدت إلى غياب أكبر وأعرق شركة عمومية للسيارات الصناعية في وقت يشهد فيه السوق منافسة قوية لكبرى العلامات وشركات التصنيع والتركيب التي تتنافس على سوق السيارات النفعية والصناعية في الجزائر والتي عرفت في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا، وهو ما يفسر ارتفاع عدد المشاركين في الصالون والذي تجاوز الخمسين عارضا. ويأتي الطلب الكبير على ما تنتجه الشركة الجزائرية للسيارات الصناعية على خلفية الصحة المالية التي أضحت عليها الشركة بعد عقود من الركود والأزمات التي كادت ان تعصف بالمؤسسة التي توجد اليوم في أحسن رواق لمواجهة المنافسة بعدما تمكنت سنة 1998 من تخفيض عدد العاملين بها بعد غلق 10 وحدات، من 13500 عاملا إلى 6330 عاملا حاليا موزعين على مختلف الوحدات التابعة للشركة على المستوى الوطني منهم 670 إطارا، علما أن عملية الشراكة مع شركة ''بي. تي. كا'' الفرنسية سجلت إضافة هامة للمجمع الذي شرع في تحقيق أرباح هامة منذ سنة نشاطه الأولى وهي الشراكة التي تملك فيها الشركة العمومية 40 % مقابل 60 % لصالح الفرنسيين. وقد مكنت عملية التطهير المالي للشركة من تحويلها إلى مؤسسة محققة للأرباح عوض كونها شركة مفلسة وذلك بعد القرار الحكومي الخاص باعتماد خطة للتطهير المالي والذي صنف الشركة كشركة رابحة ومعتدلة وهي التي ستفتح خلال السنوات الثلاث المقبلة 1500 منصب شغل جديد، علما ان المجمع يتوفر على وحدة بحث متطورة جدا ستمكن المؤسسة من تصميم نماذج جد حديثة من شأنها إعادة الاعتبار للمؤسسة التي ستستعيد الصدارة في السوق الوطنية والعالمية. وتؤكد المشاركة القوية لكبرى العلامات الأوروبية والآسيوية وعدد من الشركات الأهمية التي أصبحت تكتسيها هذه التظاهرة خاصة لدى المهنيين الذين يعتبرونها فرصة للتقارب وتبادل التجارب، كما يعتبرون هذا الصالون موعدا للأعمال وفرصة لاختيار ما يريدونه من عتاد لاقتنائه والاستفادة من مختلف التخفيضات التي قامت بها الشركات وكذا من فرص اقتناء أغلى السيارات من خلال عمليات البيع بالإيجار. والملاحظ في الصالون هو حضور علامات كانت مسوقة في الماضي من قبل شركات عمومية على غرار سوناكوم في سنوات الثمانينيات وهو ما هيأ لها الأجواء ومهد لها الطريق مسبقا لتسويق منتجاتها والعودة بقوة إلى السوق الوطنية بعد غياب وصل لدى البعض منها إلى نحو 20 سنة كما هو الشأن لعلامة ''هينو'' و''اونو'' وعلامات أخرى من الصين والتي تنافس كبرى العلامات من خلال الأسعار المسوقة بها. للإشارة اختتم أمس الصالون الدولي للسيارات الصناعية والنفعية في طبعته الرابعة والذي نظمته الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير بالتعاون مع جمعية الوكلاء المعتمدين بمشاركة 51 مؤسسة عارضة بعد أن كان عددهم السنة الماضية لا يتجاوز 40 عارضا. ورغم ارتفاع عدد العارضين إلا أن الغائب الأكبر عن هذه التظاهرة هي الشركة الوطنية للسيارات الصناعية والتي تعد أهم ممثل للقطاع العام الجزائري وعرف الصالون مشاركة 6 مؤسسات أجنبية من تونس، ألمانيا وفرنسا، وعرضت كل المؤسسات آخر ما توصلت إليه من التكنولوجيات سواء في السيارات الصناعية الجاهزة والهياكل وقطع الغيار وأجهزة صيانة التجهيزات وحتى سيارات الإسعاف.