وصف الأستاذ حسان أعراب، أمس، الروائي الراحل رشيد ميموني بالكاتب الملتزم والواعي بقضايا وأسئلة بيئته وعصره، وأضاف في تصريح ل''الخبر''، على هامش يوم دراسي بجامعة ''الجزائر''2 حول صاحب رائعة ''النهر المحوّل''، أن ميموني نجح في ترجمة القضايا التي اعتنقها في أعمال أدبيّة راقية، كرواية ''طومبيزا'' الصادرة في بداية الثمانينيات، والتي أبدى الكاتب الراحل كاتب ياسين انبهاره بها، واعتبرها ''أهمّ رواية تنشرها الجزائر في العشرين سنة الأخيرة''. وقال أعراب إن اليوم الدراسي الذي نظّمته كليّة الآداب واللغات الأجنبية بجامعة ''الجزائر''2 بعنوان ''ميموني.. كتابة القطيعة''، يأتي في السعي لردّ الاعتبار للكتّاب الجزائريين، بعد توجّه الدراسات الأكاديمية في السنوات الأخيرة، بشكل لافت، إلى الأدباء الأجانب ''لدرجة أن طلابنا باتوا لا يعرفون الكتاب الجزائريين الذين ينبغي أن نهتمّ بهم أكثر في البحوث الجامعية''. وفي محاضرتها التي تحمل عنوان ''رشيد ميموني.. رجل، حياة والتزام''، تطرّقت الدكتورة نوال كريم إلى الجانب الإنساني والنضالي في حياة الكاتب الراحل، قائلة إنه وفضلا عن الإضافة التي قدّمها للأدب الجزائري ''ضحّى بنفسه من أجل رؤية جزائر أفضل''. وأرجعت المتحدّثة تأخر أعماله الأدبية في الوصول إلى القارئ الجزائري إلى الرقابة وغياب حريّة التعبير في تلك الفترة، حيث ظلّت أعماله الأولى حبيسة الأدراج لسنوات، مضيفة أن الجزائر أعادت اكتشافه بعد نشر روايته ''النهر المحوّل'' بفرنسا وتحقيقها نجاحا كبيرا. أما الدكتورة عزيزة لونيس، فاعتبرت ميموني أكبر روائي جزائري ومغاربي من جيله، واصفة إياه بأنه ''رجل يتحدّث بصوت مرتفع''، مضيفة أنه نجح في رسم الجزائر اليومية والواقعية في رواياته التي عكست المجتمع بنظرة نقدية قلقة، بعيدا عن الخطاب الرسمي السائد، وأن ثلاثيته ''غيّرت وجه الأدب الجزائري''.