رفض وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان الرضوخ لما أسماه ''إملاءات'' أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذي اشترط انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان وإلغاء قانون حظر النقاب، مقابل الإفراج عن الرهائن الفرنسيين المحتجزين في الساحل. وعرض موقفا مطابقا للموقف الجزائري، بخصوص حركة السلاح المكثفة بليبيا. ذكر كلود غيان، المعيّن حديثا وزيرا للداخلية في حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي، لصحيفة ''جورنال دو ديمانش'' الجمعة الماضي، أن فرنسا تتعرض منذ شهور لتهديدات مصدرها أسامة بن لادن وعبد المالك دروكدال اللذين أمراها بسحب قواتها من أفغانستان، ووقف تدخلها في بلدان عربية وإلغاء قانون حظر النقاب. وقال ''إنه من البديهي أن لاتسمح فرنسا لأي كان أن يملي عليها كيف تعيش ولا كيف تحدد سياستها الخارجية''. وأفاد أمين عام الرئاسة الفرنسية سابقا بأن الفرع المغاربي لتنظيم القاعدة يستفيد من بعض الأوضاع بالمنطقة العربية، ذكر على رأسها الوضع المتوتر بليبيا. وحول سؤال يتعلق بمدى استغلال الجماعة المسلحة لما يسمى ب''الربيع العربي''، قال غيان: ''بعض الأوضاع تتيح تعزيز القدرات العسكرية لقاعدة المغرب الإسلامي، ويذهب تفكيري خاصة إلى ليبيا، حيث تم نقل كمية كبيرة من السلاح إلى مالي البلد المجاور حيث تتواجد قاعدة المغرب الاسلامي التي تحتجز أربعة من رهائننا''. وتتطابق هذه المعاينة مع الخطاب الرسمي الجزائري في موضوع كثافة حركة السلاح في ليبيا. فالجزائر حذرت من حصول القاعدة على شحنات كبيرة من السلاح، بفعل تداوله على نطاق واسع بين فرقاء الأزمة في ليبيا. وقال كلود غيان أنه ''ينصح بقوة'' الرعايا الفرنسيين بعدم التوجه إلى الساحل لغرض السياحة ''لأن خطر التعرض للاختطاف ثابت بل مؤكد''. ويعتقد وزير الداخلية بأن الوضع في المغرب، ليس كالوضع في دول الساحل. وهو بذلك يشير إلى عملية مراكش التي خلفت قتلى وجرحى. ويقول حول الموضوع: ''المغرب بلد مهم ويسيّر بطريقة فعالة''، يقصد أن الإرهاب يواجه بحزم في المغرب أكثر من بلدان الساحل. وحول ما إذا كانت فرنسا مستهدفة بعملية مراكش، التي خلفت 6 قتلى فرنسيين من بين 16 قتيلا، ذكر غيان أنه لا يمكنه أن يؤكد ذلك ''فقد سبق للمغرب أن تعرّض لعمليات كبيرة''. وبخصوص احتمال وقوف الفرع المغاربي للقاعدة وراء العملية الإرهابية، دعا غيان إلى انتظار الجهة التي تتبناها. أما عن المواد التي استعملت في التفجير، فيقول غيان بأنها مركبة من نيترات الأمونيوم ممزوجة بالمسامير. ويذكّره ذلك، كما قال، بتفجيرات مترو أنفاق باريس عام 1995 التي تبنتها الجماعة الإسلامية المسلحة.