وجهت السلطات القضائية لمدينة نيويورك، أول أمس، تهمة الإرهاب والتخطيط لهجومات إرهابية لكل من الجزائري أحمد فرحاني والمغربي محمد ممدوح، اللذين تم إلقاء القبض عليهما ليلة الأربعاء إلى الخميس، وسط مدينة منهاتن بحوزتهما سلاحين ناريين نصف أوتوماتيكيين وقنبلة يدوية. وحسب مصالح شرطة مدينة نيويورك، فإن الجزائري أحمد فرحاني الذي يبلغ من العمر 26 سنة، تم توقيفه وهو يقوم بوضع السلاح الذي اشتراه في صندوق سيارته. وأضافت أن فرحاني كان يخطط إلى جانب صديقه المغربي لتفجير دير يهودي في مدينة منهاتن، إضافة إلى مبنى ''الإمباير ستايت بيلدينغ'' الذي يعد أعلى بناية في مدينة نيويورك. وحسب الرواية التي قدمتها الشرطة أمام الصحافيين، فإن المتهم أحمد فرحاني وصديقه المغربي كانا محل متابعة دقيقة من قبل مصالح الأمن منذ سبعة أشهر، على خلفية ترصد اتصالات بينهما حول موقفهما من اليهود. وتقول الرواية التي قدمتها الشرطة، أن المغربي قال لفرحاني أنه يكره اليهود، فرد عليه فرحاني أنه يريد قتل اليهود. كما قدمت شرطة مدينة نيويورك تفاصيل دقيقة حول الخطة التي كان ينوي المتهمين تنفيذها، حيث يكون أحمد فرحاني قد اقترح على صديقه المغربي التشبه باليهود، من خلال إطلاق لحية وارتداء ملابس مشابهة كالتي يرتديها اليهود، قبل الدخول إلى أحد المعابد لوضع قنبلة. ولم تحدد الشرطة مكان الدير الذي كانت ستستهدفه العملية. ومن جانب آخر، أشارت التحريات التي قامت بها مصالح الأمن الأمريكية إلى أن المتهمين لا ينتميان إلى أي تنظيم إرهابي، وأن التحريات أثبتت لحد الآن أنهما قاما بفعل منعزل، في الوقت الذي حاولت فيه العديد من التقارير الإعلامية ربط ما قامت به مصالح الأمن بمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وقد غذى هذا الطرح ما ذهب إليه عمدة مدينة نيويورك في تصريحاته للصحافة، حيث أكد أن هؤلاء الأشخاص يحاولون إفساد الفرحة التي ما زال الأمريكيون يعيشون على وقعها، في إشارة منه إلى مقتل بن لادن. وأضاف قائلا أن ''بن لادن مات غير أن الإرهابيين ما زالوا ينشطون''. غيرأن تصريحات بلومبرغ سرعان ما لقيت نفيا من قبل مصالح الشرطة التي أكدت أنها كانت تراقب المتهمين منذ أكثر من سبعة أشهر، أي قبل فترة طويلة من مقتل بن لادن. وتقوم إدارة الأمن القومي الأمريكية بالبحث عن الاشتباه في انتماء المتهمين لتنظيم إرهابي من خلال مراجعة قوائمها المتضمنة أسماء بالأشخاص الذين يشكلون خطرا على الولاياتالمتحدة. وذكرت التقارير الإعلامية الأمريكية، أن أحمد فرحاني دخل إلى الولاياتالمتحدة سنة 1995 طالبا اللجوء السياسي. وتشهد مدينة نيويورك منذ مقتل زعيم القاعدة حالة استنفار قصوى خوفا من عمليات إرهابية انتقاما لمقتل بن لادن، حيث ما زالت قوات الشرطة منتشرة بأعداد كبيرة في مختلف المواقع الرئيسية مثل محطات القطارات والمباني الرئيسية.