أثبتت الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال لولايات الجنوب الشرقي والجنوب الغربي أن القطاع يحتاج لإعادة نظر خاصة من حيث الإطارات. واكتشف بن حمادي والصحفيين الذين رافقوه لزيارة عدد من الولايات الجنوبية، الفرق الكبير بين ما يحدث في الشمال وبين الجنوب في قطاع البريد والاتصالات، فإن كانت هذه الخدمات موجودة في الشمال بمشاكلها، إلا أنها في الجنوب شبه منعدمة ولم تبق منها سوى المشاكل. فخلال الجولة التي قادته لبشار وتندوف وأدرار وتمنراست وجانت وإليزي وورفلة قوبل بن حمادي بشكاوى المواطنين الذين عبروا له عن سخطهم مما آلت إليه خدمات بريد الجزائر الذين من المفروض أن يكون في خدمتهم فلا سيولة موجودة، ولا موزعات آلية تعمل، والمئات من المراكز تشتغل بشباك واحد. وانتقد الوزير إطارات القطاع خلال الزيارة التي قادته إلى تمنراست بعد أن أرجعوا نقص الخدمات في مكاتب البريد إلى نقص العمال، في حين أنه كان يقابل أمام كل مركز بريدي أو مركز لاتصالات الجزائر بشباب متعاقدين يرفعون لافتات يطالبون بإدماجهم أو تمديد عقودهم، فاستغرب كيف يمكن للمسؤولين أن يتحدثوا عن نقص اليد العاملة وهم يرفضون توظيف الشباب في إطار عقود ما قبل التشغيل وتثبيتهم بعد ذلك. كما انتقد الوزير قطاع اتصالات الجزائر بسبب نقص الربط بالأنترنت خاصة في جانت وإليزي، حيث طلب ضرورة ربط كل المناطق بالألياف البصرية، خاصة في تمنراست جانت وإليزي، حيث اعتبر أن تحجج الإطارات بصعوبة القيام بأعمال الحفر واهية، مؤكدا أن بعض المسافات قصيرة جدا يمكن لاتصالات الجزائر القيام بها، أما المسافات الكبرى فقد أكد أن السلطات المحلية عبرت عن استعدادها للمساعدة في عمليات الحفر. آخر نقطة من زيارة بن حمادي كانت ولاية ورفلة التي تعد أغنى ولاية في الجزائر بفضل عائدات البترول، إلا أن ما اكتشفه الوزير بعيد تماما عن سمعة أغنى ولاية فلا أنترنت متوفرة ولا بريد يعمل بشكل عادي، كما أن ورفلة هي الوحيدة التي توجد بها 290 مؤسسة تربوية غير موصولة بالأنترنت. وأثارت الطلبات التي تقدم بها مسؤولو القطاع في الاجتماع الذي عقده معهم الوزير حفيظته، معتبرا أن هؤلاء لا يقومون بعملهم ويبحثون عن الأسباب الواهية لتبرير فشلهم حيث استغرب كيف لهم أن يطلبوا الحصول على تكنولوجيا ''أمسان'' للهاتف الثابت وهم لا يملكون حتى ربط بالألياف البصرية . توقيف المديرين الجهوي والولائي لبريد الجزائر بورفلة تنقل بن حمادي للقباضة الرئيسية لبريد الجزائر بحاسي مسعود، لم يتم دون تبعات، حيث استقبل الوزير باحتجاجات المواطنين الذين رفعوا له مظالمهم، وأكدوا أن الأموال غير متوفرة منذ أكثر من 5 أشهر، والموزع الآلي متوقف منذ أكثر من سنة وهي كلها مشاكل حلت ''بالسحر'' في يوم زيارة الوزير، حيث توفرت الأموال، وتم تشغيل الموزع الآلي، وهو ما لم يستسغه بن حمادي، خاصة وأن مسؤولي البريد وعلى رأسهم المدير الولائي والمدير الجهوي، أكدوا له أنه لا يوجد أي مشكل، فقرر توقيفهما عن العمل في تلك اللحظة، وقد اتصل الوزير عند توقفه بمركز البريد السريع وتأكده من فرار المسؤولين وعدم إتمامهم الزيارة، بالمدير العام لبريد الجزائر، عمر زرارقة، ليطلب منه تعيين مدراء مؤقتين في انتظار عقد اجتماع معه في العاصمة.