جددت المعارضة اليمنية ممثلة بتكتل اللقاء المشترك تأكيدها على سلمية الثورة ورفض العنف، محمّلة نظام الرئيس صالح المسؤولية الكاملة عن ممارسات العنف والاقتتال، وطالبت المعارضة في بلاغ صحفي، أمس، الرئيس صالح بوقف القتال والاستجابة للمطالبة الشعبية بالتنحي الفوري والعاجل عن السلطة. وأكد القيادي في تكتل اللقاء المشترك المعارض يحيى أبو أصبع أن الرئيس ارتكب حماقة كبيرة في محاولته جر اليمن لحرب أهلية، وقال ل''الخبر'' إن صالح ''يحاول خلط الأوراق وتحويل الثورة السلمية التي انضمت إليها شخصيات اجتماعية وعسكرية لحرب أهلية، كما يروّج لها من خلال خطاباته''. وأضاف أن المعارضة ''ستستمر في برنامجها التصعيدي السلمي المساند لشباب الثورة الذي بدأ، أمس الأول الأربعاء، بخروج مسيرات سلمية في عموم المدن اليمنية المؤكدة استمرار سلمية الثورة الشعبية''. هذا ويتوافد رجال القبائل المسلحة لنصرة ومساندة أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر إثر تعرضهم لهجوم مسلح من قبل القوات الأمنية الموالية للرئيس صالح المستمر لليوم الرابع. وشهد، مساء أمس الأول الأربعاء، حتى فجر الخميس، مواجهات عنيفة بين موالين للأحمر والقوات الحكومية. وشوهد استخدام الأخيرة الأسلحة الثقيلة طوال الليل من مختلف المعسكرات التي تطوق العاصمة صنعاء لتضرب صوب منطقة الحصبة ما أدخل الرعب والخوف لدى السكان نتيجة القذائف التي أطلقت. وذكر الموقع الإخباري للحزب الحاكم أن النيابة العامة تعد أمرا بالقبض القهري على من وصفتهم المتمردين أولاد الأحمر وغيرهم لمحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى والتمرد المسلح. وسخر الشيخ صادق الأحمر، شيخ أكبر قبائل اليمن، من إصدار النائب العام قرارا باعتقاله، وقال: ''إن الرئيس صالح قد استخدم كل قوته لضرب منزله''. وأكد الأحمر أن الحرب الدائرة حاليا ليست حربا أهلية، ولكنها حرب بين الرئيس صالح وبينه شخصيا، وقال في تصريحات صحفية: ''إن الحرب الأهلية بعيدة كل البعد عن الرئيس صالح وأتباعه''. على صعيد الاستنكار القبلي لتصرفات الرئيس صالح بمخالفته تقاليد وأعراف القبيلة في اليمن بتوجيه ضربة مدفعية على منزل الشيخ الأحمر أثناء تواجد لجنة الوساطة التي أرسلها للتوسط. الثلاثاء الماضي. ما جعل الكثير من رجال القبائل ينضم لمساندة الشيخ الأحمر من عموم المدن اليمنية، وجعل ذلك وجهاء قبليين يعلنون إهدار دم الرئيس صالح إثر المواجهات المسلحة التي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح. وقال الشيخ خالد العواضي، أحد كبار وجهاء اليمن في تصريح صحفي، إن صالح ارتكب ''العيب الأسود'' بحق قبائل اليمن من خلال قصفهم وهم في منزل الشيخ صادق، وأضاف العواضي: ''القبائل حسمت أمرها وخلال يومين سترحل صالح عسكريا ويتم تسليم زمام الأمور إلى شباب الثورة وفي ساحات التغيير والحرية بعموم اليمن''. من جانبها أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن مقتل 28 شخصا في انفجار مخزن للذخيرة في منطقة النهضة، غير أن مراقبين رجحوا أن يكون هذا الإعلان تغطية على المجازر الوحشية التي تعرض لها حي النهضة على يد قوات صالح التي قصفت المنطقة، طوال ليلة أمس الأول الأربعاء.