نعت رئيس النيجر في مداخلة أمام مجموعة الثمانية، في اجتماعها المنعقد قبل يومين بمدينة دوفيل الفرنسية، الوضع الليبي بأنه ''آيل إلى الصوملة''، فيما أكد رئيس المنظمة غير الحكومية ''آلتيرناتيف سيتوايان'' أمام حضور هذا الاجتماع، بأن ''زهاء مليون نيجري ممن أفقدتهم الحرب الليبية كل شيء، أصبحوا مشتلة خام في متناول تنظيم القاعدة''. حمّلت حركة الأزواد الحكومة المالية مسؤولية أي انفلات أمني يكون مآله الانخراط في تنظيم القاعدة، جراء ترك منطقة الشمال والفيافي التابعة لمدينة كيدال لشأنها الأمني، الذي لا يضمن أدنى حد لمقاومة تنظيم إرهابي متخم بالأسلحة والعتاد الحربي المغنوم من الحرب الليبية، وفرار عشرات المرتزقة بأسلحتهم وذخيرتهم، من ساحة تلك الحرب الأهلية تحت ضربات الحلف الغربي، واستجابة لنداءات حركة الأزواد التي أعلنت عن تأييدها للثوار في ليبيا والانقلاب على القذافي، معتبرة إياه مجرما في حق شعبه، ولم يصبح رمزا تحرريا. وفي رسالة نشرتها حركة الأزواد على موقعها الإلكتروني مؤخرا، وجهت إلى الرئيس المالي، نفضت الحركة الغبار عن مطالبها الانفصالية النائمة منذ اتفاق الثلاثية بتمنراست سنة .1992 وجاء في نص الرسالة بأن أي حوار مع حكومة المركز يجب أن يبدأ من فكرة تقرير المصير لشعب الأزواد. وفي سياق متصل، حول تململ وبداية احتدام الوضع السياسي بهذه المنطقة الأكثر حساسية في الساحل الإفريقي بالنسبة للحدود الجزائرية، جاء في بيان نشره موقع ''كيدال آنفو'' الأقرب من واقع التركيبة القبلية والسياسية لمجتمع شمال الساحل الإفريقي، بأن قبائل مجتمع ''إيداك سحاق'' أو ''ذو إسحاق'' تقف إلى جانب معمر القذافي، وتعتبره ملك ملوك إفريقيا، وتدين بشدة ما تنعته ب''التدخل البربري وغير المشروع للحلف الغربي في الشؤون الليبية''. ويتكلم البيان الموقّع من قبل أعيان المجتمع ورؤساء بلديات ميناكا، إينيكار وتالاتاي المنتمية إقليميا إلى منطقة غاو، والأستاذ البشار أغ حمادو، الناطق باسم هذا المجتمع الذي طالما تميز بغموضه وانحداره من أصول يهودية تدين منذ أجيال بالإسلام ويعيش أغلبه على تربية المواشي وشتات ترحالي في تأقلم مأساوي مع كوارث الجفاف بين مالي، النيجر، موريطانيا، المغرب والجزائر. وتشكل الفوارق الإثنية والنزاعات السياسية المتأججة أو القابلة للتأجيج، وبقاء الاتحاد الإفريقي مجرد ناد للضيافة، على حد تعبير أحد الديبلوماسيين الأفارقة، واللجوء إلى الإجهاز على المنطقة بحلول غربية على مقاس كل دولة معنية بالأزمة الليبية، منجما ثمينا لتنظيم القاعدة أمام مشروعه المتأفغن يوما بعد يوم إلى إرهاب مستعص، وبوتيرة أسرع من هوامش ديبلوماسية ''الانتظار والترقب'' التي ينتهجها حاليا زعماء دول المواجهة.