يحضر التكتل المستقل للأطباء المقيمين لرفع دعوى قضائية ضد السلطات العمومية، بناء على الشهادات الطبية التي يجري جمعها منذ مسيرة الأربعاء الماضي لجميع الأطباء والطبيبات الذين أصيبوا بجروح وكسور خلال تعرضهم للضرب من قبل قوات الشرطة. سيحدد التكتل، اليوم أو غدا على أقصى تقدير، الجهة التي سيحرك ضدها الدعوى. وحسب أحد الناطقين باسم هذا التنظيم، الدكتور رضوان بن اعمر، فإن ما حدث يوم الأربعاء عند مدخل مستشفى مصطفى باشا سيظل ''وصمة عار'' في جبين السلطات الوصية التي تركت الطبيب يهان ويركل بأقدام عناصر مكافحة الشغب أمام مرأى ومسمع الجميع. وأضاف'' لقد قمنا بتصوير التعنيف الذي راح ضحيته عشرات الأطباء دون أي مبرر''. ويشير في هذا الصدد إلى أن المحتجين أرادوها مسيرة سلمية يتوجهون خلالها إلى البرلمان ومنذ البداية تم رفع الأيادي عاليا لإظهار عدم رغبتهم في أي مواجهات مع مصالح الأمن، ولكن الأخيرة تجاهلت هذا الموقف و''انهالت'' عليهم ضربا بعد تسجيل حالة ارتباك في صفوف أفرادها. من جانب آخر، أفاد المتحدث بأن العضو بمجلس الأمة السيدة زهرة ظريف، استقبلت أمس وفدا عن الأطباء المقيمين وعبرت لهم عن أسفها العميق حيال ''المعاملة غير المقبولة لقوات الأمن''، كما أنها أبدت استعدادها لتبليغ الرسالة المتضمنة كافة مطالب المقيمين بفئاتهم الثلاثة لرئيس الجمهورية، بعدما تعذر على المعنيين إيصالها له شخصيا خلال احتجاجات سابقة للأطباء بقرب مقر الرئاسة، موضحا بأن هذه الوثيقة ستكون شاملة في تطرقها لجميع الانشغالات والمطالب المشروعة التي لم يتجسد منها أي شيء لحد الساعة خلافا لتصريحات المسؤولين. وستكون أيضا، مثلما يقول، بمثابة ''تكذيب لكل الادعاءات التي تشكك في وطنيتنا'' وليس لها أي غرض آخر، حسبه، سوى ''تأليب'' الرأي العام ضد الطبيب المقيم. السنة البيضاء تهدد أكثر من 30 تخصصا طبيا وجراحيا والوزارة متكتمة رغم مرور 3 أشهر على انطلاق الإضراب المفتوح للأطباء المقيمين، إلا أن وزارة التعليم العالي لاتزال ''مترددة'' في إعلان السنة البيضاء التي تقرر قانونيا بعد انقضاء فصل كامل دون دراسة. وبنظر المتابعين لهذا الملف، فإن مسؤولي ذات الهيئة يفكرون في صيغة تجنبهم الدخول في ''متاهات'' ومشاكل لا نهاية لها، على اعتبار أن السنة البيضاء ستلغي تلقائيا إجراء المسابقة الوطنية للتخصص في العلوم الطبية للموسم الجامعي 2011 .2012 والأهم من هذا ستحرم الجزائر من دفعة جديدة من الأطباء الأخصائيين يفترض تخرجهم في ديسمبر القادم. ولحد الساعة يمكن تدارك الأمر، حسب الأطباء، في حالة واحدة وهي توقف الإضراب المفتوح فورا، حيث تستطيع الوزارة الوصية تأجيل إجراء الامتحانات التي لم يجتزها الأطباء في التخصصات الجراحية على وجه التحديد إلى سبتمبر القادم، مع العلم أن إقرار السنة البيضاء سيمس 7 آلاف طبيب مقيم سيضطرون إلى إعادة السنة في أزيد من 30 تخصصا طبيا وجراحيا. وقد علمت ''الخبر'' بأن مجموعة من رؤساء المصالح في مستشفيات العاصمة، قد بادرت بصفة فردية إلى الإعلان عن السنة البيضاء ولا يعرف ما إذا كان هذا الموقف سيحظى باعتماد وزارة التعليم العالي أم لا.