إنّ سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم ينس خديجة رضي الله عنها يومًا، إلى درجة أنّ عائشة رضي الله عنها كانت تغار من ثنائه عليها وذِكره لها بعد موتها، حتّى إذا ذبح شاة قال: أرسلوا إلى فلانة وفلانة من صويحبات خديجة. ويومًا قد تملَّك عائشة رضي الله عنها الغضب والغيرة فقالت له: ''ما كانت إلاّ عجوزًا قد أبْدَلَك الله خيرًا منها''، فغضِب غضبًا شديدًا من عائشة، حتّى قالت في نفسها وهي تدعو الله: ''اللّهمّ إن أذهبتَ غضب رسولك عنّي لن أذكر خديجة بسوء أبدًا''، فقال لها بعدها: ''والله ما أبدلني الله خيرًا منها، آمنت بي إذ كذّبني النّاس، وآوتني إذ رفضني النّاس..'' أخرجه أحمد.