وقّع الفنان الأمريكي العالمي بوني فيلدس، أول أمس، الليلة ما قبل الأخيرة من المهرجان الدولي للجاز ''ديما جاز'' بقسنطينة، بسهرة ألهب فيها قاعة شندرلي لقصر الثقافة مالك حداد، إلى غاية منتصف الليل. انطلقت السهرة في حدود الساعة الثامنة، مع تسجيل إقبال كبير للجمهور، خاصة الشباب، حيث استهلّت فرقة ''فادا'' الفرنسية القادمة من مدينة بوردو، الحفل على وقع ''الجاز سلام'' ، وتمكنت هذه الأخيرة بطريقة أدائها وعذوبة كلماتها كسب تفاعل الجمهور. وأدت الفرقة باقة من الأغاني عن الحب، وعن كيفية معاملة العرب والمسلمين في فرنسا، مع التأكيد بأن الشعب الفرنسي لا يفرّق بين فرنسي وعربي، وما يحدث ما هو إلا صراعات سياسية، وهو ما أثار تجاوب الجمهور الذي صفّق كثيرا لهذه الكلمات، التي اعتبروها ضد عنصرية ساسة فرنسا، الذين خصّهم بأغنية أخرى عن السود ومعاناتهم في السابق، والإجحاف الذي تقابلهم به الطبقة السياسية في فرنسا. كما خصت الفرقة قسنطينة بكلمات كتبها مغنيها قبل دخوله القاعة، استلهمها مما عاشه خلال 24 ساعة قضاها بين الجزائر العاصمة وقسنطينة خصوصا. لينتقل الجمهور من نوع ''الجاز سلام'' إلى الجاز الأمريكي، حيث ظهر جليا الإختلاف في إيقاعات السهرة التي أحياها الفنان العالمي الأمريكي بوني فيلدس، عن باقي سهرات المهرجان الدولي ''ديما جاز''، إذ تمكّن بطريقته المتميزة جدا، والمثيرة للإعجاب من رفع حماس الحاضرين، حيث جاب مختلف أنحاء ركح قاعة العروض، وهو يعزف على آلة النفخ، والتي رقص على أنغامها الحضور إلى غاية منتصف الليل. وزادت المؤثرات الضوئية، في حماس الشباب، من خلال مواكبة الأضواء للموسيقى المعزوفة، مع استعمال شعلات نارية، ما أثار دهشة الحضورودفعهم للرقص دون هوادة على أنغام الجاز الأمريكي.