تابع جمهور كبير من عشاق الأفلام الوثائقية، أول أمس، العرض الشرفي ل'' سيدي بومدين شعيب الغوث'' للمخرج يحيى مزاحم، المندرج في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، بدار الثقافة عبدالقادر علولة بتلمسان، والذي أعيد عرضه أمس، في سابقة أولى منذ انطلاق التظاهرة، نتيجة عدم استيعاب القاعة في أول عرض لأعداد الهائلة التي أصرت على متابعة عودة الغوث إلى تلمسان. كانت محطة التصوير الأولى للفيلم الوثائقي ''سيدي بومدين شعيب''، الذي كتبه طيب توهامي وشهد إقبالا منقطع النظير، وصول موكب سيدي بومدين شعيب إلى قرية عين تاقبالت ببلدية بن سكران في أحواز تلمسان، بعد أن طلبه السلطان أبو يعقوب يوسف المنصور من مراكش. ليعود العمل بالتصوير الخيالي للحديث عن طفولة الشيخ ومعاناته في الرعي بمسقط رأسه بنواحي مدينة اشبيليا الأندلسية، وهو الذي كانت نفسه تواقة للعلم فهاجر إلى المغرب واستقر بمدينة فاس المغربية، ليركز العمل على علاقته بشيخه أبي يعزى لينور، الذي أمده بالمعارف الأولى للصوفية. ونقلت عدسات الكاميرا لقاء سيدي بومدين بسيدي عبدالقادر الجيلاني في البقاع المقدسة، حيث اغترف الأول من الأخير أسس الطريقة القادرية، طبقا لشهادة الدكتور بوعمران وكذا الباحث في التراث الصوفي محمد شريف قاهر. كما نقل الوثائقي مشاركة الرجل في معركة حطين الفاصلة، لاسترداد بيت المقدس، وما بذله المغاربة من جهاد في صفوف جيش الناصر صلاح الدين الأيوبي، ليستحقوا بعدها وقفية المغاربة هناك، وفقا لشهادة الدكتور يوسف سلامة من فلسطين. واختتم العمل بمعالجة البعد الفني والجمالي في سيرة سيدي بومدين، من خلال حكمه وقصائده الخالدة في الشوقيات، ومنها قوله ''.. أحب لقاء الأحباب في كل ساعة... لأن لقاء الأحباب فيه المنافع''. ودافع المنتج وكاتب السيناريو طيب توهامي عن اختياراته التاريخية والنصية، مصرحا، أثناء النقاش الذي أعقب العرض، بأن العمل وثائقي خيالي وليس عملا تاريخيا، حاول فيه تسليط الضوء على الأبعاد الجهادية والصوفية لشخصية أبي مدين الغوث شعيب الأندلسي الأنصاري، دفين قرية العباد بأعالي تلمسان، نهاية القرن العاشر الميلادي، ومن يومها وتلمسان تسمى باسمه.