فسّر سعيد سعدي، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أول أمس، الحركات الاحتجاجية والاجتماعية التي شهدتها الجزائر منذ شهر جانفي الماضي وانتقال عدواها إلى مناطق الجنوب المعروفة لفترة طويلة بهدوئها، بأنها ''ترتبط بغياب العدالة الاجتماعية وفشل الحكومة في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحالية نتيجة غياب سياسة واضحة في هذا الشأن''. نشط سعيد سعدي لقاء جواريا مع مواطني وممثلي المجتمع المدني لمدينة بوغني بولاية تيزي وزو، بعد لقاءات سابقة نشّطها بولايتي تيبازة وبجاية. وشرّح سعيد سعدي، خلال اللقاء الذي دام ثلاث ساعات، الوضع المحلي والتطورات السياسية والاجتماعية الراهنة في البلد، وكذا الوضع الدولي والإقليمي المحيط بالجزائر. وضمن هذا السياق لاحظ سعدي أن السلطة في الجزائر لم تحفظ الدروس السابقة، وتحاول تجنب انخراط الجزائر في حركة التغيير السياسي والاجتماعي الواقع في محيطنا الإقليمي، قائلا: ''من غير المجدي محاولة إبقاء الجزائر بعيدة عن حركة عميقة وصلبة، والحكومة الجزائرية لم تفهم حتمية التغييرات المحلية والإقليمية التي كرست تجاوز الأنظمة التاريخية''، مشيرا إلى أن ''الجيل الجديد من الشباب ومن مختلف الفئات الاجتماعية يحمل الكثير من الطاقة والأمل في التغيير، في حال انخرطت هذه القوى في فضاءات جديدة وجريئة''. وركز رئيس الأرسيدي في سياق نقاشه مع المشاركين في اللقاء، على قضية انعدام الثقة بين المواطنين مع مؤسسات الدولة، ما أدى إلى توترات محلية مثلما حدث في منطقة عزازفة، بعد مقتل شاب على يد عناصر من الجيش بالخطإ وفقا للرواية الرسمية مشيرا إلى أن ''سوء تصرف أجهزة الدولة يدفع الشباب إلى التصرف كما يفعلون في أرض العدو''. كما تمت خلال هذا اللقاء مناقشة الوضع الأمني في البلاد ، والعلاقة بين حزب جبهة القوى الاشتراكية والتجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، ونشأة الخلافات المتكررة بين الحزبين، برغم اتفاقهما في كثير من نقاط معارضة السلطة، ويرفضان في الوقت نفسه الاتفاق على مشروع معارضة، وكذا ملفات الهجرة والمنظومة التربوية المقبلة على تغيير في الجدول الزمني للدراسة، وكذا ملفات دولية تتعلق بتغيير المشهد المغربي والتونسي، نحو حركية سياسية كبيرة تتناقض مع حالة الجمود السياسي في الجزائر، وتأثيرات ذلك على الوضع في البلاد، إضافة إلى مواقف القوى الكبرى من الوضع في الجزائر. وأكد الأرسيدي أن تنشيط هذه اللقاءات السياسية الجوارية، تهدف إلى تعزيز الاتصال الجواري وخلق ديناميكية مدنية من أجل حوار جاد وفعال، حول مختلف المطالب الاجتماعية.