تطارد مصالح الدرك الوطني بقسنطينة، فتاة لها صلة مباشرة بجريمة قتل وقعت ببلدية زيغود يوسف مؤخرا. وتفيد المعلومات الأولية أنها هربت إلى إحدى ولايات غرب البلاد. حسب المحققين، لن تطوى أوراق القضية دون القبض على الفتاة التي كان لها دورا أساسيا في الجريمة وبسببها يوجد شقيقها في الحبس. وحسب المقدم إسماعيل سرهود، قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بقسنطينة، فإن وقائع الجريمة تعود إلى ليلة 5 جويلية الماضي، عندما أبلغت الفرقة الإقليمية للدرك أن حادث مرور خطير وقع عبر الطريق الوطني رقم 3 أ، حيث تنقلت عناصر الدرك الوطني ومصالح الحماية المدنية عند حدود الساعة العاشرة ليلا، حيث وجدوا سيارة سياحية في أسفل منحدر، ارتطمت بأشجار الغابة السفلي للطريق، قبل أن تحترق كليا، في حين وجدوا جثة الضحية المدعو ''ع.ع'' البالغ من العمر 30 سنة، مرمية على بعد مترين من السيارة سليمة من دون أي أثر للحريق عليها. وبعد المعاينة الأولية للحادثة، سُمح بنقل الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث، دون التعمق في التحقيق نظرا للظلام الدامس. وفي اليوم الموالي للحادث، صدر الأمر بتعميق التحقيق، والسبب أن سيارة الضحية تسير ب''المازوت'' وليس بالبنزين، الأمر الذي أثار شكوك المحققين، الذين استعانوا بمختص في حوادث المرور، العامل ضمن الخلية الخاصة بمعاينة مثل هذه الحوادث. وبينت نتيجة التحقيق الأولي، أن ما وقع لم يكن حادثا مروريا، مما توجب الاستنجاد بخبير في الحرائق وآخر في حوادث المرور من المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الجرائم بالعاصمة، إذ أكدا بأن السيارة كانت تحترق لما سقطت في المنحدر بفعل فاعل، والضحية كان في الصندوق الخلفي وقذف إلى خارجه بفعل السقوط. وقبل ذلك بينت عملية تشريح الجثة أن سبب الوفاة طلقة نارية من بندقية صيد صوبت نحو رأس الضحية. بالموازاة مع مراقبة اتصالاته الهاتفية، حيث اكتشفوا أن أحد الأشخاص شغل شريحة هاتف الضحية الذي لم يكن في مسرح الجريمة، لينتقل التحقيق إلى محيط الضحية الذي كان على علاقة مع فتاة، تبين بعد التحري أن شقيقها هو من شغّل شريحة خط الهاتف المختفي، وهنا تم وضع المشتبه فيه وشقيقته تحت المراقبة. وبعد تفتيش بيتهما، عثر على آثار دم، تبين أنه دم الضحية، كما تم العثور على البندقية المستعملة في القتل. ولدى مواجهة المتهم، 22 عاما، بالوقائع، أنكر صلته بها، إلا أنه وبعد مواجهته بنتائج المخبر العلمي التي أكدت أن الدم الذي عثر عليه في المنزل هو للضحية وكذا نتائج تحقيق خبراء حوادث المرور، انهار واعترف بأنه قام باستدراج الضحية من قبل شقيقته إلى المنزل، حيث وبعد دخوله أطلق عليه النار بحضور شقيقته، ليحمله بعدها ويضعه في سيارته ويخطط للسيناريو الذي حاول إيهام المحققين بحدوثه فعلا، وأن الضحية المعروف بالإفراط في السرعة تعرّض لحادث مرور، وأنه حين وصل إلى الطريق الوطني رقم 3أ وعلى بعد 7 كلم من مقر سكناهم، قام بإشعال النار في المقعد الخلفي للسيارة لمسح أي أدلة من السيارة، ودفع بها في المنحدر، إلا أن الجاني لم ينتبه إلى أن الجثة قذفت ولم تحترق. وفيما يزال البحث متواصلا عن شقيقته الهاربة، تم إحالة المتهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة زيغود يوسف للنظر في أوراقه تمهيدا لمحاكمته لاحقا.