كانت قاعدة الحياة داخل ورشة شركة ''أصلان'' بمدينة علي منجلي في قسنطينة، المكان الذي اتجهنا إليه للقاء عدد من أفراد الجالية التركية.. وجدنا حماسا شديدا للحديث عن رمضان ومظاهره في تركيا. محمد طلاي، مدير الورشة، ذكر أن مظاهر الشهر الفضيل في تركيا تتجلى في مدينة اسطنبول التي لاتزال تحافظ على تراثها الإسلامي باستقبال رمضان بإضاءة منارات المساجد التاريخية ترحيبا بشهر الصيام، من خلال تعليق لوحات مضاءة بمختلف الألوان حاملة عبارات الترحيب بشهر رمضان الكريم. ورفقة المترجم علي نور وإحسان أوزدمير، أوضح طلاي أن أول يوم من رمضان يعد أهم يوم، خاصة أن كل العائلة تستيقظ على وقع طبل المسحراتي لتناول السحور الذي غالبا ما يشبه طعام الإفطار اليومي للأتراك ''طماطم، خيار، جبن'' ومأكولات أخرى خفيفة إلى جانب كل من البوراك المحضر على الطريقة التركية وطبق الرشتة التي قال إنها تشبه الطبق ذاته في الجزائر. وعن أهم التحضيرات للإفطار يقول طلاي إن النسوة تجتهدن في طهي أنواع كثيرة ومتعددة على مائدة الإفطار، حيث تكون الشوربة الطبق الرئيسي، إذ قد تكون شوربة ميرجماك (العدس) أو شوربة يايلة (حساء يعد بالياغورت الطبيعي) أو شوربة تارهانا (وأساسها القمح)، إلى جانب طبق السارما (ورق العنب المحشي) والكفتة وكذلك ''دولمات'' الخضر المتعددة، حيث يعرف الأتراك بإكثارهم من اللحم في رمضان. أما أهم مشروب في تركيا، حسب محدثنا، فهو''الشربات'' الذي يكون من العنب أو من الكرز. هذه السفرة المتنوعة تجمع في اليوم الأول جميع أفراد العائلة، حيث تكون العائلة الكبيرة هي الجامعة للأبناء والأحفاد، فيكون الفطور في أول يوم مهم لبركته ولتكون العائلة طيلة العمر مجتمعة. عند المغرب تعلن قذيفة المدفع دخول وقت الإفطار، فيكون التمر هو أول ما يتناوله الصائمون، إذ منهم من يصلي ثم يفطر ومنهم من يفطر أولا. وبعد هذا الإفطار تسهر العائلة حول مائدة السهرة المزينة بالحلويات على غرار ''شاكر باري، البقلاوة، القطايف وغيرها''. ويستمر رمضان بالولائم والعزائم وتبادل الزيارات بين أفراد العائلة. ولأن الأتراك في رمضان يهتمون كثيرا بالجانب الديني، فإن المساجد التركية في اسطنبول خاصة، تشهد ازدحاما كبيرا لأداء صلاة التراويح، حيث يعد جامع (السلطان احمد أو المسجد الأزرق)، من أشهر المساجد التاريخية التي يتوافد عليها غالبية المصلين في المدينة خصوصا لإحياء ليلة القدر.