نعم إنه يحب مصالح شعوبه. حكامنا يحبون الغرب ولا يحبوننا؟ نعم ذلك خبرناه منذ أكثر من نصف قرن. الغرب لا يحبنا ولا يريد لنا أن نتدمقرط؟ ذلك معلوم من زمن بعيد. فهو الذي جعل الأنظمة الديكتاتورية تستمر طيلة هذه المدة وهو الذي أعطاها الشرعية وليس شعوبها، وهو الذي علم الأنظمة ما بعد الكولونيالية أبجدية الحكم والقهر وإخضاع الناس. الغرب يحبنا ولكن سوقا مفتوحة ومواد أولية رخيصة ويحبنا قطيعا لا يحتج على سياساته وعلى إهاناته. الغرب لا يحبنا. ولأنه يحب مصالحه فهو يخاف ''الربيع العربي''، لأننا منطقيا لا نعرف أن شعبا يصبح جزءا من معادلة الحكم ومن اتخاذ القرار مستعد للتلاعب بمصالحه سواء مع الغرب أو مع الشرق. ذلك منطق الأشياء. وذلك يعني أنه سيعمل أو يدفع إلى انتزاع منافع أكبر من التبادل مع الغرب ومع الشرق. لنفترض أن مصالح الغرب في تبادله مع البلدان العربية أو بعضها سوف تنقص 10 في المئة فقط ذلك سيشكل، إن حدث، ضرارا كبيرا في وقت تعيش الكثير من الاقتصاديات الغربية والأوروبية الجارة لنا أزمات خانقة أكثر من غيرها. إنهم يخسرون أسواقا لصالح الصين والهند والبرازيل، والأسهل لهم هو العمل على استدامة مصالحهم مع الجيران الضعفاء، ولهذا فهم لا يحبوننا ولا يحبون أي تحرر للإنسان العربي ولن يرضوا عن تغيير آليات اتخاذ القرار ولن يسكتوا عن محاولات العرب انتزاع حقوقهم الطبيعية على هذه الكرة الأرضية. المواجهة متواصلة ولا ينبغي أن ننخدع كثيرا، إن قدراتهم هامة جدا وفاعلة جدا. الغرب لا يحبنا، ونحن نحب الغرب، نحب ديمقراطيته ونحب تقدمه ورقيه ونوعية مواده ونحب جامعاته وقنواته وكتبه وتبغه وغيرها كثير. إننا نحب جمال مدنه ونظافتها، ولكن مثلما يقول المثل الشعبي ''المكسي بتاع الناس عريان!'' فلماذا لا نحب مصالحنا ولا نحب بلداننا وأن نفهم أن سرقة ساعات العمل وأيام العمل تعني أننا لا نحب وطننا ونعبث بمصالحنا. ينبغي أن نحب مصالحنا وأن نخدمها فعلا. [email protected]