السيّد المسيح عيسى بن مريم صلوات الله عليه، هو عبد الله ورسوله وهو آخر أنبياء بني إسرائيل، اسمه عيسى، ولقبه المسيح، ويُكنى ابن مريم نسبة إلى أمّه مريم بنت عمران، لأنّه وُلد من غير أب بقدرة الله تعالى. لقد كان عمران والد مريم أم عيسى عليهم السّلام، أحد كبار علماء بني إسرائيل، وكانت زوجته أم مريم امرأة صالحة ابتلاها الله بالعقر، فنذرت إن حملت لتجعلنّ ولدها خادماً لله تعالى في بيت المقدس، فاستجاب الله دعاءها فحملت بمريم عليها السّلام. توفي عمران وابنته مريم طفلة صغيرة، تحتاج مَن يكفلها ويقوم بشأنها، فخرجت بها أمّها إلى المسجد، فسلّمتها إلى العباد المقيمين فيه، وكفلها زكريا عليه السّلام نبيّ ذلك العصر، لأنّه كان زوج أختها، وقيل زوج خالتها. بقيت مريم في كفالة زكريا عليه السّلام، وقد اتّخذ لها مكاناً شريفاً من المسجد لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه، حتّى صار يُضرب بها المثل في بني إسرائيل في التُّقى والصّلاح، وفي هذه الأثناء كان زكريا عليه السّلام يجد عندها طعاماً وفاكهة ليس لها وجود في ذلك الأوان، فيسألها في دهشة {أنّى لكِ هذا} فتجيب {قالت هو من عند الله، إنّ الله يرزق مَن يشاء بغير حساب}. يتبع