الاعتكاف سُنّة واقتداء بفعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو لزوم المسجد في العشر الأواخر من رمضان والإقامة فيه بنية التّقرُّب إلى الله عزّ وجلّ، قال تعالى: {ولا تُباشرُوهنّ وأنتم عاكفون في المساجد} البقرة: 187، ولقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعتكف في كلّ رمضان عشرة أيام، فلمّا كان العام الذي قُبِض فيه اعتكف عشرين يومًا. ويستحب للمعتكف الإكثار من النّوافل والعبادات، فيقضي وقته بالصّلاة وتلاوة القرآن والتّسبيح والتّحميد والتهليل والاستغفار وتعلّم العلم، ولكن ذهب العلماء إلى أنّه لا يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا اعتكاف إلاّ في المساجد الثلاثة'' أخرجه الإسماعيلي في المعجم والبيهقي في السنن وهو حديث صحيح، والمساجد الثلاثة هي: المسجد الأقصى، المسجد الحرام والمسجد النّبويّ، وذهب غيرهم إلى جوازه في غيرها من المساجد إلحاقًا بها، والله أعلم.