الصحابي الجليل عُمَير بن وهب، رضي الله عنه، كان واحداً من قادة قريش، وبطلاً من أبطالها، كان حادَّ الذكاء، وداهية حرب. أسلم رضي الله عنه، وأصبح واحداً من أولئك الّذين أنعم الله عليهم بالهدى والنور. وبعد أيّام قليلة، ذهب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائلاً: يا رسول الله، إنّي كنت جاهداً على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمَن كان على دين الله، وإنّي أحبّ أن تأذن لي فألحق بقريش، فأدعوهم إلى الإسلام، لعلّ الله أن يهديهم. فأذن له الرّسول صلّى الله عليه وسلّم. وعاد عمير بن وهب إلى مكة مسلماً، وراح يدعو كلّ مَن يقابله من أهل مكة إلى الإسلام، فأسلم على يديه عدد كبير. وفي يوم فتح مكة، لم ينس عمير صاحبه وابن عمّه صفوان بن أمية، فراح يدعوه إلى الإسلام. وتحقّقت أمنية عمير وأسلم صفوان، وسَعِد عمير بإسلامه، وواصل عمير بن وهب مسيرة في نصرة الإسلام، حتّى أصبح من أحبّ النّاس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونال عمير احترام خلفاء الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وعاش رضي الله عنه حتّى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.