أقدمت، أول أمس، مجموعة إرهابية على اغتيال المجاهد الحاج أمحمد السلمي البالغ من العمر 71سنة، رميا بالرصاص بمنطقة عين الريس بولاية المسيلة. وأفادت مصادر محلية أن المجموعة الإرهابية المتكونة من ثلاثة أفراد باغتت الضحية بعد عودته من أداء صلاة التراويح مباشرة، حيث أطلقت عليه وابلا من الرصاص أمام بيته ببلدية عين الريش التي تبعد بحوالي 150 كلم جنوب مقر ولاية المسيلة. وأشارت نفس المصادر إلى أن الضحية الذي نقل إلى مستشفى عين الملح، لفظ أنفاسه الأخيرة في حوالي الثالثة صباحا. ويعتبر المجاهد الحاج أمحمد السلمي، من أعيان المدينة ومن كبارها، ومعروف في المنطقة لماضيه الثوري إبان الثورة التحريرية. وعلى إثر هذه العملية الإرهابية باشرت قوات الأمن المشتركة عملية تمشيط للمنطقة المعروفة بصعوبة مسالكها ووعورتها، خصوصا على سفوح جبال بوكحيل. وتعتبر هذه العملية الثانية من نوعها في شهر رمضان، بعد تلك التي شهدتها المنطقة في رمضان الماضي وأدت إلى قتل راع واثنين من مرافقيه، وإصابة رئيس فرقة الدرك بشظايا قنبلة أثناء إجلاء الضحايا. حادثة الاغتيال أعادت لأذهان سكان المنطقة الجنوبية من عاصمة الولاية مسلسل رعب تسعينيات القرن الماضي، الذي كانت تسير يومياته تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال المتمركزة بجبال بوكحيل بين ولايتي المسيلةوالجلفة، والذي لا يبعد عن بلدية عين الريش سوى بأمتار قليلة. يأتي هذا في وقت تمكنت فيه قوات الأمن المشتركة من القضاء على العديد من رؤوس التنظيم بالمنطقة، وكذا تقويض العديد من شبكات الدعم والإسناد التي كانت تتخذها الجماعات الإرهابية لقنص معلومات عن الحراك الأمني بالمنطقة. وتنشط بالمنطقة كتيبة المهاجرون التي تمكنت قوات الجيش، أيضا، من القضاء على العديد من رؤوسها بمناطق ولتام، وبن سرور، وجبل مساعد وعين الملح، وغيرها قبل عدة سنوات. ويتخوف سكان المنطقة من أن تكون حادثة الاغتيال التي وقعت، أول أمس، مؤشرا على عودة الإرهاب إلى المنطقة، بالرغم من درجة اليقظة التي توجد عليها قوات مكافحة الإرهاب التي ظهرت جلية من خلال عمليات التمشيط التي لم تهدأ منذ عدة أشهر على محور المسيلةالجلفةبسكرة، وكذلك محور المسيلةباتنةسطيف، وغيرها.