الزبير بن العوام، رضي الله عنه، الّذي يلتقي في نسبه مع النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فأمُّه صفية بنت عبد المطلب، عمّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنّة، وهو أحد الستة أهل الشُّورى الّذين اختارهم عمر؛ ليكون منهم الخليفة بعد موته، وزوج أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد أسْلَم الزبير مبكراً، فكان واحداً من السبعة الأوائل الّذين سارعوا إلى الإسلام. ولمّا عَلِم عمّه نوفل بن خويلد بإسلامه، غضب غضباً شديداً وتولّى تعذيبه بنفسه، فكان يلفُّه في حصير ويدخّن عليه بالنّار، ويقول له: اكفر بربّ محمّد، أدرأ (أكف) عنك هذا العذاب. فيرد عليه الزبير قائلاً: لا، والله لا أعود للكفر أبداً. هاجر الزبير إلى الحبشة مع من هاجر من المسلمين، وبقي بها حتّى أذِن لهم الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، بالهجرة إلى المدينة. شهد مع رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، الغزوات كلّها. وكان الزبير بن العوام من أجود النّاس وأكرمهم، يُنفق كلّ أموال تجارته في سبيل الله. وعلى الرّغم من طول صحبته للنّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه لم يرو عنه إلاّ أحاديث قليلة. مات الزبير، رضي الله عنه، يوم الخميس من شهر جمادى الأولى سنة 36ه، وكان عمره يوم قتل 67 سنة وقيل 66 سنة.