خلفت الساعات الأولى لإعصار ''إيرين''، الذي يضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة، مقتل تسعة أشخاص على الأقل ووقوع أضرار فادحة بالممتلكات وانقطاع واسع في الكهرباء وشبكات النقل، في حين يزداد القلق حيال الأضرار التي قد تتكشف لاحقاً في المدن الكبرى، وعلى رأسها نيويورك وواشنطن وفيلادلفيا. وجرى الإبلاغ عن انقطاع في الكهرباء في أكثر من مليون منزل، واستمرت الدعوات للسكان غير القادرين على حماية أنفسهم بضرورة مغادرة المنطقة، وذلك رغم تراجع حدة الإعصار الذي بات مصنفا ضمن النطاق الأول، مع سرعة رياح قد تتجاوز 135 كيلومتر في الساعة. غير أن تركيز مجموعات الطوارئ ينصب على سكان بعض المناطق المنخفضة، إذ يمكن أن يحمل الإعصار معه كميات كبيرة من الأمطار التي قد تؤدي لحصول سيول وفيضانات في أرجاء فيرجينيا وماساتشوستس. ورغم هذه الخسائر، إلا أن المكلف من قبل قوات خفر السواحل الأمريكية بمراقبة الإعصار من الجو، الأدميرال ويليام لي، رجح وجود خوف مبالغ فيه من مخاطر ''إيرين''، مضيفاً أن الأضرار أقل بكثير من أعاصير أخرى، مثل ''فردريك'' و''أندرو''. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أعلن بساعة متأخرة من يوم الجمعة حالة الطوارئ في أربع ولايات على الأقل على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تحسباً للإعصار الذي بدأ في التحرك باتجاه تلك المنطقة خلال الساعات الأولى من صباح السبت، ما دفع السلطات إلى إجلاء مئات الآلاف من السكان. وبعد قليل من إعلان أوباما حالة الطوارئ في ولايتي فرجينيا وماساشوستس، في وقت مبكر من صباح السبت، عاد الرئيس الأمريكي ليعلن الطوارئ أيضاً في ولاية نيويورك، ثم ولاية كونكتيكت. وأمر الرئيس الأمريكي، الذي اضطر إلى إلغاء عطلته والعودة إلى البيت الأبيض يوم الجمعة بسبب الإعصار الذي وصفه ب''التاريخي''، هيئات الإغاثة والمساعدة الاتحادية إلى الاستعداد لتقديم العون للهيئات المحلية، في جهودها لمواجهة الآثار المحتملة للإعصار، الذي من المتوقع أن يخلف دماراً واسعاً. وأجبرت الرياح العاصفة التي سببها الإعصار، العديد من شركات الطيران على إلغاء المئات من رحلاتها الجوية، كما دفعت السلطات في نيويورك إلى إغلاق مطارات المدينة، وتسببت أيضاً في توقف الحركة على خطوط قطارات الأنفاق، وإلغاء العروض الفنية على مسرح ''برودواي'' الشهير. ووفقاً لتقديرات وكالة الفضاء الأمريكية ''نازا''، فإن شعاع الإعصار يبلغ 820 كيلومتر، ما يوازي نحو ثلث الطول الإجمالي للساحل الشرقي الأمريكي. ولجأ السكان إلى شراء المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية لمواجهة الإعصار الذي يتقدم بسرعة اثنين وعشرين كيلومتراً في الساعة باتجاه الشمال مروراً بكارولينا الشمالية ووصولاً إلى نيويورك. وتلقى عشرات الآلاف من الأشخاص الأوامر بالابتعاد عن المناطق الساحلية التي سيمر بها الإعصار والتوجه إلى الملاجئ التي أقامتها السلطات الأمريكية لاستيعاب السكان.