''واجهنا جان دارك السنيغالي في سوق شعبي'' كان منذ نعومة أظافره وخلال ممارسته لكرة القدم بأحياء مدينة سطيف يلقب بالمحارب لتميزه بالاندفاع البدني وحبه للانتصار، ليقرر الإمضاء في صنف الأصاغر لعميد أندية ولاية سطيف فريق الاتحاد خلال نهاية السبعينيات، قبل أن يحوله الشيخ كرمالي إلى أواسط الوفاق سنة 82، وهنا بدأ مشواره الحقيقي مع النجومية، أين لعب أول مباراة له مع الأكابر وهو ما يزال في صنف الأواسط ضد مولودية العاصمة سنة 84، وتألق خلالها المدافع الأيسر الجديد في صفوف الوفاق كمال عجاس، وتمكن من أن يخلف المدافع الكبير خلفي بوعلام الذي أعتزل اللعب. تمكن عجاس من لفت الأنظار إليه وهو لا يزال في صنف الأواسط، حيث استدعي لمنتخب الأواسط ثم منتخب الآمال، قبل أن يقرر الناخب الوطني روغوف استدعاءه لأول مرة للمنتخب الأول مباشرة بعد مونديال المكسيك. وقد تمكن من كسب ثقة الناخب الوطني وكل من تداول على العارضة الفنية للمنتخب إلى أن أنهى مشواره الدولي منتصف سنة 92 بعد كارثة زيغنشور. واستمر بعدها مع الوفاق ثم قرر المغادرة نحو تونس، أين لعب لموسم واحد مع المنستير ثم اعتزل اللعب نهائيا منتصف التسعينيات. ''كل الظروف كانت مواتية لنيل اللقب الإفريقي سنة ''90 أشار عجاس إلى أن أحسن فترة قضاها مع المنتخب الوطني، هي تلك التي سبقت تنظيم الجزائر للدورة النهائية لكأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها الجزائر، حيث قال ''كل الظروف كانت مواتية لنيل اللقب الإفريقي الأول لمنتخبنا، فالسلطة كانت واقفة معنا، ووضعت كل الإمكانات تحت تصرفنا ، كما أن الشعب الجزائري كان كله وراءنا، والأكثر من ذلك أن تشكيلة المنتخب آنذاك كانت عبارة عن أسرة واحدة، وكان لا يهم من يلعب أو يجلس في كرسي الإحتياط، وكانت الصراحة بين اللاعبين والطاقم الفني هي السياسة المنتهجة، وبالتالي تمكنا من الحصول على هذه الكأس''. ويذكر عجاس الدور الكبير الذي لعبه المدرب كرمالي في الرفع من معنويات اللاعبين قبل كل مباراة، إذ كان يعمد للحديث مع اللاعبين بصفة جماعية وفردية حتى يشحنهم، ومن بين الكلام الذي يذكره عجاس هو تأكيد كرمالي لهم بأنهم لاعبون عالميون ويملكون كل مواصفات اللاعبين الكبار في العالم، وأنهم يستطيعون اللعب لأي فريق أوربي، مؤكدا لهم بأنه كان لاعبا محترفا ويدرك ما يقول، وهي الكلمات التي كانت تشعل حرارة الفوز في نفوس اللاعبين. ''الوفاق المتوج بالكأس الإفريقية كان نتاج عمل على المدى البعيد'' ويصر المدافع الأيسر للوفاق والمنتخب الوطني خلال مرحلة الثمانينيات وبداية التسعينيات على أن الفريق الكبير لوفاق سطيف الذي تمكن من نيل اللقب الإفريقي الأول له سنة 88 كان نتاجا لعمل تداول عليه المدربين لعريبي وكرمالي منذ سنة 82، أين بدأ لاعبون أمثال سرار، شايبي، زرقان، الإخوة بن جاب الله، عجيسة، وغريب،، وتمكن الفريق من حصد لقب البطولة خلال موسم 86 /87 ثم كأس إفريقيا للأندية البطلة وبعدها الكأس الأفروآسوية، وأخيرا كأس الجمهورية لسنة .90 ويشير عجاس إلى أن تركيبة الفريق المشكلة من عناصر من سطيف كانوا يعرفون بعضهم منذ مدة طويلة ساعد على إيجاد اللحمة الواحدة والانضباط في العمل. ومن بين الأمور الطريفة التي يتذكرها كمال عجاس خلال المنافسة الإفريقية مع فريقه الوفاق هو تنقلهم إلى السنيغال من أجل مواجهة فريق جان دارك، ولما حان موعد المباراة همّ اللاعبون بدخول أرضية الميدان وتفاجأ الجميع بتحويل الأرضية إلى سوق قام الأهالي بطرح سلعهم وعرضها للبيع، وهو ما اندهش له كثيرا لاعبو الوفاق، ويقول عجاس ''لقد بقينا ننتظر أمام غرف تغيير الملابس لمدة طويلة للسماح لمصالح الأمن، وكذا منظمي المباراة للتفاوض مع الأهالي من أجل إقناعهم بمغادرة الملعب والسماح لنا باللعب، وهو ما تم بعد مدة طويلة''. وفي الكاميرون حينما تنقلوا خلال شهر رمضان من أجل مواجهة فريق كانون ياوندي يقول ''أرغمنا على لعب المباراة على الساعة الثانية زوالا لعلمهم بصيامنا، وقد رفضنا حينها الإفطار''. أما من بين طرائف البطولة يتذكر عجاس ما حدث في مباراة الوفاق وشبيبة القبائل بتيزي وزو، عندما سقط أحد لاعبي الشبيبة فتوجه نحوه مجموعة من اللاعبين ليطمئنوا عليه، وكان من بينهم سرار وبرناوي، وكذا لاعب الشبيبة جحنيط الذي كان منحنيا نحو اللاعب ليطمئن عليه، قبل أن يقوم سرار وبطريقة ذكية بشدة بقوة من شعره من الخلف، وفي مكان أوحى للاعب جحنيط أن برناوي هو من قام بذلك فتهجم الجميع على برناوي.