اهتزت بلدية بن يعقوب الواقعة جنوب غرب ولاية الجلفة، مساء اليوم الثاني من أيام عيد الفطر، على وقع جريمة قتل ارتكبها أربعة أشخاص في حق شيخ في السبعين من العمر، قام بضرب أحد أبناء الجناة نظير اعتداء الطفل على حماره. أدخلت هذه الحادثة سكان البلدية بأكملها في دوامة، بعد إعلان ''الاستنفار'' وسط أهل الضحية بغية أخذ الثأر من ''الجناة''، في الوقت الذي استنفرت قوات الأمن عناصرها منعا لوقوع اقتتال عشائري، موازاة مع الاستعانة بأعيان وشيوخ العشائر والأئمة لاحتواء الوضع وهو في مهده. وفي التفاصيل، استيقظ سكان بلدية بن يعقوب الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب غرب ولاية الجلفة صباح أمس الخميس، على نبأ مقتل شيخ في السبعين من العمر، يقطن بالمنطقة الريفية المسماة ''ضاية البقر'' على بعد بضعة كيلومترات من البلدية، قصد مساء اليوم الثاني من أيام العيد المدينة راكبا حماره متجها إلى محل لاقتناء مواد غذائية. وبعد أن أحكم ربط حماره تحت أعين أطفال القرية الذين كانوا يلعبون بالقرب من الحمار، قام هؤلاء بفك رباطه، وحين خرج الشيخ من المحل وشاهد ما حدث، توجه إلى الأطفال وعاقبهم بضرب أحدهم بعصاه على ساقه. وبينما هو في طريق العودة إلى بيته، تفاجأ الضحية بسيارة تطارده وعلى متنها أربعة أشخاص في الأربعينيات من العمر، تبيّن فيما بعد أن أحدهم والد الطفل وأقاربه وجاره، وانهالوا عليه ضربا انتقاما لضربه الطفل. وفي ظل الضرب المبرح، استعان أحدهم بحجر كبير وسدّده إلى رأس الشيخ، فأصابه بجروح بليغة توفي على إثرها. وأمام هذا المشهد، فر الجناة تاركين الضحية غارقا في دمه، قبل أن يعثر عليه سكان المنطقة ويبلغوا فرقة الدرك الوطني، التي نقلت الضحية إلى المستشفى واعتقلت الجناة الأربعة في إطار التحقيقات. وبسبب الطابع العشائري الذي يميز المنطقة، فقد جمع أقارب الضحية رجالهم من كل القرى المجاورة، بمن فيهم القاطنين بوسط مدينة الجلفة، من أجل الأخذ بالثأر، وهو ما جعل قوات الأمن تستنفر عناصرها وتحاصر البلدية لمنع أي اقتتال قد ينشب بين عشيرة الضحية وعشيرة الجناة. وفي نفس الوقت، بدأت السلطات الأمنية والمدنية تتصل بكل الأعيان ورؤساء العشائر، في محاولة لاحتواء القضية التي قد تتسبب في حرب عشائرية داخل منطقة بن يعقوب ما لم يتداركها العقلاء.