دفن الضحية في مقبرة بعيدة عن الأهل وفدية ب70 مليونا ما تزال حادثة مقتل شيخ بعد الاعتداء على حماره من طرف أطفال ببلدية بن يعقوب بالجلفة تصنع الحدث، وما تزال تسيطر على أحاديث الناس، خاصة أنها أوشكت أن تدخل العشائر في متاهة الاقتتال والأخذ بالثأر، لولا تدخل الأعيان والأئمة وشيوخ العشائر لاحتواء الوضع وتهدئة النفوس من الجانبين، وبعد أن تم دفن القتيل هذا الجمعة ببلدية الشارف بعيدا عن بلدية بن يعقوب بنحو 20 كم، كما أرادت لجنة العقلاء المشكلة من العشيرتين، تجنبا لأي اصطدام أو مناوشات قد تحدث في موجة الغضب والحزن بين أهالي الضحية وأهالي الجناة. وأكثر من هذا، فإن لجنة العقلاء شددت على أهل الجناة وعشيرتهم عدم التنقل إلى مدينة الشارف، والحضور لمراسيم الدفن واختيار مدينة الشارف بالضبط، لأنها عاصمة الدائرة بالنسبة لبلدية ''بن يعقوب''، وسكانها يمثلون الغالبية من عشيرة الضحية وهم عرش ''العبازيز''. وفي جنازة مهيبة حضرها مئات المشيعين من أهالي وعشائر الضحية جاؤوا من عدة بلديات، وحضور آخر لبعض منتخبي المجلس الشعبي الولائي، وكذا قيادة كثيبة الدرك الوطني بدائرة الشارف، حيث تناول أئمة مساجد الشارف الكلمة أمام الحضور، وركزوا على التسامح وحسن الجوار، مذكرين بأن الضحية هو من أسرة كلها تحمل كتاب الله، والمفروض أن تبادر إلى التسامح، مبلغين الجميع بأن الحادثة يجب أن تعامل على أنها فردية، وسيأخذ القانون مجراه ليعود الجميع من حيث أتى، فيما تنقل الأعيان وأئمة المساجد من أهالي الضحية إلى حيث أسرته بالمنطقة الريفية ''ضاية البقر'' من أجل التعزية والمواساة والتوصية. وفي الجانب الآخر هناك اللجنة المنتمية لأهالي المعتدين، والمشكلة، أيضا، من أعيان وأئمة، وتعمل بالتنسيق مع لجنة أهالي الضحية تقوم بجمع ''الدية''، حيث أكدت المصادر بأنها على وشك جمع المبلغ المقدر ب 70 مليون سنتيم، 60 منها تدفع نقدا و10 ملايين يشترى منها مواد غذائية، وباشرت في جمع الرجال والشباب من أجل نشر التسامح ونبذ العصبية، وسيكون اللقاء بعد قدوم أخ الضحية وأقاربه من العمرة هذا الأسبوع بين العشيرتين. وعلى صعيد التحقيقات، فقد اعترف الجاني الذي نفذ عملية قتل الشيخ بواسطة حجر كبير وسلم نفسه، فيما تم إطلاق سراح الثلاثة الباقين، لتبقى التحقيقات متواصلة على مستوى وكيل الجمهورية. وما أطال في عمر الأزمة أن أهالي الضحية منذ مقتله في مساء اليوم الثاني من أيام العيد لم يجدوا الطبيب الشرعي بمدينة الجلفة والأغواط، ما اضطرهم للتوجه إلى مدينة تيارت لاستكمال الإجراءات، وكانت هذه المدة حبلى بالتوتر والقلق من طرف أهالي الضحية، فاستنفروا عشيرتهم للأخذ بالثأر، لكن العقلاء والأعيان والأئمة من الجانبين احتووا الوضع، وامتصوا الغضب الذي كاد أن يعصف بعشيرتين، ويجر إلى تبعات خطيرة.