انتقد عميد مسجد باريس، الدكتور دليل بوبكر، في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' من العاصمة الفرنسية، موقف رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد موساوي، على خلفية دعوة الأخير إلى اعتماد رزنامة ثابتة تحدّد مواعيد الأعياد الدينية الإسلامية، وبالتالي إلغاء ''ليلة الشك'' في تحديد بداية شهر رمضان أو نهايته. أفاد دليل بوبكر أنّ مسجد باريس والمؤسسات التابعة له وحتّى التّنظيمات الإسلامية الأخرى ''لا توافق على هذا المقترح'' بحكم مخالفته معلوماً من الدِّين بالضرورة. وأضاف أنّ الحديث النّبويّ الشّريف صريح في اعتماد ليلة الشك لتحديد رؤية هلال رمضان أو شوال، حيث يقول صلّى الله عليه وسلّم ''صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأتمّوا الثلاثين''، معتبراً أنّ مسجد باريس هو الجهة التي تحدّد تاريخ بدء الصّوم وموعد العيد بعد مراقبة دقيقة للسّماء بالعين المجردة، والتي كانت تمتد ليوم وأحياناً إلى يومين. وأكّد المتحدث أنّ مقترح اعتماد الحساب بدل الرؤية في تحديد بداية صوم رمضان ويوم العيد لم يُؤخَذ بعين الاعتبار من قبل أغلب المنظمات الإسلامية العاملة على الساحة الفرنسية، أبرزها مسجد باريس، الأتراك، الأفارقة، وهي تنظيمات كبيرة جداً، بسبب مخالفته للشّرع والواقع. وكان محمد موساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، صرَّح بأنّ أغلبية مسلمي فرنسا يؤيِّدون هذا التّغيير، وأضاف أنّ القرار اتّخذ لسبب عملي وهو مساعدة ما يربو على 10 ملايين مسلم يعيشون في فرنسا على تنظيم حياتهم المهنية، مؤكّداً أنّه سيتم في نهاية العام الجاري وضع ''رزنامة غير نهائية للسنوات الخمس المقبلة'' استناداً إلى بحوث علمية توفّرها معاهد إسلامية. وتجدر الإشارة إلى أنّ اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (الإخوان المسلمون) هو الهيئة الوحيدة التي اقترحت اعتماد رزنامة ثابتة تحدّد مواعيد الأعياد الدينية الإسلامية بدل تحديد بداية شهر رمضان أو نهايته بالمراقبة الدقيقة للسّماء بالعين المجرّدة. وقد اتصلت ''الخبر'' برئيس الاتحاد لكنه اعتذر عن الخوض في الموضوع، بينما تعذّر علينا الاتصال بمسؤولي التنظيمات الإسلامية الأخرى.