تفصل ندوة وطنية تعتزم ''حركة التقويم والتأصيل''، المعارضة للقيادة الحالية لجبهة التحرير الوطني، عقدها الشهر الجاري، في شكل مشاركة المحسوبين عليها في الانتخابات التشريعية والمحلية العام القادم. وأفاد صالح فوجيل، منسق الحركة، بشأن قوانين ''الإصلاحات السياسية'' التي سينظر فيها البرلمان: ''نواب الحركة سيدرسونها وموقفهم قد يتوافق وموقف جبهة التحرير الوطني أو قد يناقضه''. ولا تطرح قيادة ''التقويم والتأصيل'' قرارا نهائيا في شكل مشاركتها في الانتخابات القادمة رغم تلويحها، مرات عدة، بأنها قد تلجأ لقوائم حرة تنافس بها قوائم الحزب. ولمح صالح فوجيل، أمس، في كلمة بالعاصمة أمام مناضلين يدعمون الحركة حضروا حفل استقبال نظمته بمناسبة العيد، إلى ''قرار جماعي'' سيتخذ في ندوة وطنية تعقد في سبتمبر الجاري ترى في ''موقف النواب المحسوبين على حركة التقويم في مشاريع قوانين الإصلاحات السياسية المعروضة على البرلمان وأيضا شكل المشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية''. وعاد صالح فوجيل إلى الاتهامات التي يرددها الأمين العام للجبهة، عبد العزيز بلخادم، من أن خصومه ''أصحاب مناصب ومكاسب''، فقال: ''حركة التقويم أخذت مكانتها لأنها حركة مع الحق وكلامنا ليس لأجل مناصب أو مكاسب، بل من أجل مستقبل الجبهة والجزائريين''، بل، يقول فوجيل إن ''الآخرين (قيادة الأفالان) هم من يجري وراء المناصب، وما يقومون به ضدنا هذه الأيام غرضه التموقع للانتخابات القادمة، والكل يحاول طرح نفسه في صورة القادر على اختيار من يترشحون''. وبشأن مشاريع القوانين التي يفترض أن تترجم وعود الرئيس بوتفليقة في تحقيق إصلاح سياسي، لم يعلن فوجيل عن توجه بذاته سيختاره النواب المحسوبون على ''التقويم''، موضحا أن ''المشاريع ستدرس ونأخذ مسؤوليتنا بما يتناسب مع مصلحة الجزائر، ويمكن أن يأتي قرارنا متوافقا مع رأي جبهة التحرير كما يمكن أن يناقضه''. وتحدث صالح فوجيل مطولا عن الأزمة الليبية وموقف الجزائر منها، لكنه في كل ذلك ركز على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبي، التي فهمت على أنها تشكيك في وعود الرئيس بوتفليقة بعدم تقديم أي دعم خارج المواد الغذائية لنظام العقيد الليبي معمر القذافي: ''الأعين في هذه الفترة مصوبة نحو الجزائر ومن حين لآخر نسمع تصريحات توحي بأن شيئا ما يدبر من الخارج''. ودعا فوجيل أنصار الحركة إلى الاتحاد قائلا: ''إذا كانوا يريدون ثورة فقد قمنا بها، وإذا أرادوا تعددية فقد حققناها، وإن أرادوا انتخابات فلا يوجد شعب عربي انتخب أكثر من الجزائريين''. وقدر رأس التقويميين الموقف الرسمي الجزائري حيال مخاوف انتقال أسلحة مهربة من ليبيا، بقوله: ''بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كانت ليبيا خزان أسلحة وأرسلوها إلينا في الأوراس لتفجير الثورة، يومها استعملت في خير، واليوم قد تتنقل كما في الماضي لكن لفعل شرير''. وختم: ''مستقبل ليبيا يجب أن يصنع بيد الشعب الليبي دون أي تدخل خارجي''.