{وإنّ يونُس لمِن المُرسلين، إذ أبق إلى الفُلك المشحون فساهم فكان من المدحضين...ُ}. لم يذكر المؤرّخون نسباً لسيّدنا يونس عليه السّلام، وإنّما اتّفقوا على أنّ اسمه يونس بن متّى، قالوا ''ومتّى'' هي أمّهن ولم ينسب إلى أمّه من الرسل غير ''يونس وعيسى'' عليهما السّلام، ويسمّى عند أهل الكتاب ''يونان بن أمتاي''. ويونس عليه السّلام من بني إسرائيل، ويتّصل نسبه ب''بنيامين''، أحد أولاد يعقوب عليه السّلام، وهو أخو يوسف الشّقيق. أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى من أرض الموصل بالعراق، وكان أهل نينوى قد دخلت إليهم الوثنية، وانتشرت فيهم عبادة الأصنام، ولهم صنم يسمّونه ''عشتار''. فذهب يونس عليه السّلام من بلاد الشام إلى نينوى فدعاهم إلى الله عزّ وجلّ، فكذّبوه ولم يستجيبوا لدعوته، شأن أكثر أهل القُرى. فبقي معهم يذكّرهم ويعظهم ويدعوهم إلى الله، ولكنّه لم يلق منهم إلاّ آذاناً صُمّاً وقلوباً غُلفاً، فضاق بهم ذرعاً، ثمّ أوعدهم بالعذاب إن لم يؤمنوا. فلمّا طال ذلك عليه من أمرهم، خرج من بين أظهرهم غاضباً عليهم، متوعّداً لهم بالعذاب بعد ثلاث. ويظهر أنّ قومه توعّدوه أيضاً وغضبوا منه ولاحقوه، فأبق فاراً منهم، فخرج من بينهم قبل أن يأمره الله تعالى بالخروج، وظنّ أن الله تعالى لن يؤاخذه على هذا الخروج ولن يضيّق عليه بسبب تركه للقرية وهجره لأهلها قبل أن يُؤمر بالخروج. بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني