أكد البروفيسور تواتي رضا، اختصاصي في أمراض القلب عند الأطفال، أن الجزائر تحصي سنويا ما بين 4000 إلى 5000 طفل مصاب بأمراض القلب، مضيفا أن انعدام تشخيص ذات الأمراض عند الحامل عندنا إلى جانب حظر التوقيف الطبي للحمل في حالة إصابة الجنين بتشوّهات لأسباب دينية، ناهيك عن أسباب أخرى، وراء إحصاء هذا العدد من المرضى. تصنف أمراض القلب لدى الأطفال بالجزائر إلى قسمين: أولها تلك التي يولد بها الصغير، سواء كانت وراثية أو غير وراثية، وثانيها ممثلة في التي تصيب الطفل بعد ولادته لسبب أو لآخر. وعن الأولى، أكد لنا البروفيسور تواتي رضا، اختصاصي في أمراض القلب عند الأطفال بالجزائر ورئيس سابق لمصلحة عيادة أمراض القلب للأطفال ببواسماعيل، أن 01 بالمائة من الأطفال يولدون بتشوهات قلبية وهي نسبة لها علاقة بعدد الولادات، إذ كلما زادت الولادات ارتفع عدد المصابين، مضيفا أنها تمثل أكبر نسبة ضمن مجموع الأمراض التشوهية الأخرى كأمراض تشوهات الجهاز البولي مثلا، وهو ما جعل منها مشكل صحة عمومية. وعن أسباب أمراض تشوهات القلب، أضاف محدثنا أن 75 بالمائة منها يبقى مجهولا، بينما ترجع ال15 بالمائة المعروفة إلى تعاطي الكحول عند المرأة الحامل، أو إصابتها بالحمى الألمانية التي لا يتوفر لقاح خاص بها في بلدنا، أو داء الذئبة أو داء الصرع الذي تتسبب الأدوية المضادة له بتشوهات قلبية عند الجنين، إذا لم يتم تناول أدوية موازية لها أثناء الحمل، أو اختلال نسبة السكري في الدم أثناء الحمل، أو إلى أمراض في الصبغة (الكروموزمات). وهذا النوع من الكروموزمات المصابة تظهر بدءا من الأسبوع العاشر من الحمل، وبالتالي يمكن تشخيصها بواسطة الموجات فوق الصوتية (إيكوغرافيا) الخاصة بالأجنة وتقرير التوقيف الطبي للحمل، وهو المعمول به عبر مختلف دول العالم، بل حتى بعض الدول الشقيقة القريبة جدا منا مثل تونس، في حين يبقى ذلك غير مسرّح به عندنا لاعتبارات دينية. أما عن النوع الثاني والمتمثل في أمراض القلب التي تصيب الصغير خلال طفولته، فتتسبب فيه الإصابات المتكررة لداء التهاب اللوزتين الذي ينجم عنه التهاب حاد في المفاصل، وهو ما يؤثر بدوره على صمامات القلب. وعن العلاج من مختلف أمراض القلب عند أطفال الجزائر، أوضح البروفيسور تواتي أنه يشمل العلاج الطبي، وهو ما يطلق عليه ''العلاج بالقسطرة شبه الجراحية''، والتي تسمح بعلاج أكثر من 50 بالمائة من تشوهات القلب عند الأطفال، ويتمثل في إدخال الآلة المعالجة عبر عرق في الفخذ، والولوج عبره للمكان المريض في القلب قصد علاجه، مثل فتح انسداد في القلب أو غلق فتحة به، ليُلجأ في علاج ال50 بالمائة المتبقية إلى الجراحة، سواء على قلب مفتوح إذا ما تعلق الأمر بتصليح تشوه خلقي داخل القلب، أو دون فتحه مثل زيادة أو تسريح عرق خارج القلب. ليخلص محدثنا إلى أنه في ظل انعدام أجهزة الإكوغرافيا الكاشفة على تشوهات القلب لدى الأجنة عندنا وحظر التوقيف الطبي للحمل، إلى جانب عوامل أخرى، تشهد الجزائر سنويا ميلاد 4 إلى 5 آلاف مريض بالقلب.