اجتمع الأمين العام للأفالان، عبد العزيز بلخادم، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، مساء أول أمس، بمقر المجلس، للنظر في نصوص الإصلاحات السياسية، وكذا الفصل في اسم الشخصية المقرر تكليفها في المكتب السياسي برئاسة لجنة الترشيحات المقرر تنصيبها في غضون أيام قليلة. وقالت مصادر برلمانية ل''الخبر'' إن اللقاء الذي جمع بلخادم بزياري، مسؤول المنتخبين في المكتب السياسي، رأسا برأس، ذو صلة بإدارة مناقشة نصوص قوانين الإصلاحات كقانون الانتخابات الذي يعتبر أهم قانون ينظم الحياة السياسية بعد الدستور. ويرى برلمانيون أن بلخادم أمام مأزق حقيقي، بين رغبته في وضع بصمات حزبه على نصوص الإصلاحات، معززا بتوفره على أغلبية في المجلس الشعبي الوطني، أو الخضوع لإملاءات الحكومة، إلى جانب وضع الأفالان ك''حزب الرئيس'' الذي بادر بالنسخة الجديدة من الإصلاحات السياسية. وسجل في الأيام الأخيرة تراجع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن تهديداته بإدخال تعديلات ثورية على نصوص الإصلاحات، مرغما على التهدئة وعدم المساس بجوهر المشاريع، ومنها مشروع قانون التمثيل النسوي في المجالس المنتخبة، الذي يدافع عنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشدة، وقد ''فهم'' بلخادم الرسالة التي وجهها إليه الرئيس في اجتماع الوزراء الأخير، حيث دعا، حسبما ورد في بيان المجلس، البرلمانيين إلى'' تجاوز الاعتبارات الحزبية في مناقشة نصوص الإصلاحات وترجيح وتعزيز كفة الديمقراطية وقيم بلادنا''. وصدر بيان مجلس الوزراء مباشرة بعد تصريح بلخادم في لقاء حزبي داخلي أن الأفالان حزب الأغلبية ويحق له إدخال التعديلات المناسبة على نصوص الإصلاحات. وأثارت تدخلات نواب جبهة التحرير الوطني على نصوص القوانين في المجلس الشعبي الوطني، وخصوصا قانون البلدية، غضب وزير الداخلية وقطاع من الجهاز التنفيذي، حيث كان الإخراج في غاية السوء بشأن صياغة التعديلات، ومنها المادة المتعلقة بانتخاب رئيس المجلس البلدي، حيث أظهرت نزوع جبهة التحرير الوطني للعودة نحو الأحادية تحت شعار استقرار المجالس المنتخبة. وتحدت وزارة الداخلية نواب البرلمان من جديد بإعادة تقديم تعديل في مشروع قانون الانتخابات، يسقط تعديلات الأفالان لقانون البلدية الخاصة بطريقة انتخاب أعضاء المجلس الشعبي البلدي لرئيسهم، ونص التعديل على إجراء انتخابات بين أعضاء المجلس البلدي المنتخب لاختيار رئيس البلدية وليس تنصيب متصدر القائمة الفائزة في المنصب. ورجحت مصادر من الحزب أن يكون النقاش بين بلخادم وزياري تناول أيضا قضية اختيار رئيس لجنة الترشيحات، حيث ينحصر التنافس بين زياري المكلف بالاستشراف في الحزب ووزير التعليم العالي رشيد حراوبية المكلف بالمنتخبين.