توقف القتال على الجبهة الشرقية لسرت بسبب نقص الذخائر في مدينة بني وليد، وصف تقرير لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية الأجواء على جبهة القتال، وقال إن مقاتلي المجلس الانتقالي يحاربون بدون بوصلة قيادة موحدة، ووصل الأمر ببعضهم إلى حد الشك في خيانة بعض المقاتلين المنحدرين من بني وليد نفسها، وهؤلاء لديهم أهالي في المدينة ويخافون من مخاطر سقوطها في أيدي مقاتلي الانتقالي. ونقل مراسل الوكالة الفرنسية مشاهد ''الضياع'' لدى جندي فقد السيطرة على سلاحه ومشهد آخر لانفجار قذيفة بطريق الخطإ مخلفة مقتل شخص على الأقل. في تحقيقاته الميدانية، يواصل مبعوث صحيفة ''نوفال أبوساترفاتور'' الفرنسية إلى ليبيا، جون بول ماري، نقل أجواء المعارك في جبهات سرت والأماكن القريبة منها، حيث تحدث عن فوضى كبيرة في أوساط مقاتلي المجلس الانتقالي الليبي، الذين يفتقدون على ما يبدو للخبرة العسكرية اللازمة. ونقل جون بول ماري مشاهد الهلع لدى الجميع في جبهة القتال لمجرد سقوط قذيفة قريبة من المكان. أما في مدينة تاورغاء، معقل الليبيين من أصل إفريقي، فقد تحولت، حسب الصحفي، إلى مدينة أشباح، فقدت فيها حتى الحيوانات حياتها بسبب العطش. وسجل الصحفي الفرنسي أن مدينة تاورغاء لم يبق فيها سوى رائحة الانتقام من قبل مقاتلين قادمين من مصراتة، يقتلون ويسرقون ويخرّبون المساكن والفيلات، فقط بدافع الانتقام. ويحدث هذا، في وقت أعلن قائد عملية حلف شمال الأطلسي في ليبيا الجنرال الكندي شارل بوشار، أمس، أن الحلف واثق من إنهاء العملية في ليبيا في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. وصرح الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، أول أمس، أن المقاتلات ستظل في الجو طالما أن المدنيين يواجهون خطرا إلا أن الحلف سيواصل تقييم المهمة ويمكن أن يوقفها ''في أي لحظة''. وصرح راسموسن ''نحن مصممون على مواصلة مهمتنا أطول فترة ضرورية مع استعدادنا لإنهائها في أسرع وقت''، مشيرا إلى أن التمديد ''قرار تقني'' في المهمة التي استمرت ستة أشهر. وقال قائد ميداني لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس، إن قوات المجلس الانتقالي في ليبيا توقفت عن مقاتلة الموالين للعقيد معمر القذافي على الجبهة الشرقية لمدينة سرت بسبب نقص الذخائر. بينما أعلنت القوات عن تمكنها من السيطرة على معقل آخر من معاقل القذافي في عمق الصحراء الليبية جنوبي البلاد. وأوضحت أنه عثر، بعد السيطرة على بلدة الجفرة الصحراوية، على مستودع للأسلحة الكيمياوية فيها. وفي تطور آخر أعلن المجلس أنه عثر على أصول قيمتها 23 مليار دولار في البنك المركزي الليبي، لم ينفقها القذافي قبيل سقوطه، مثلما نقلت صحيفة ''فاينانشنال تايمز'' عن مسؤولين في لندنوطرابلس. وقال متحدث باسم المجلس الوطني إن قوات المجلس سيطرت على بلدة الجفرة، التي تبعد نحو 700 كم جنوب شرقي طرابلس، كما عززت تلك القوات سيطرتها على مدينة سبها، معقل آخر من معاقل القذافي. وبخصوص أخبار العثور على أسلحة كيماوية، قال المتحدث فتحي بشاقة، للصحفيين في مدينة مصراتة، إن ''الجفرة قد حررت بالكامل، وعثرنا على مستودع للأسلحة الكيمياوية، وهو تحت سيطرة مقاتلينا''. إلا أن تصريحات المتحدث لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، إذ من المفروض أن يكون القذافي قد تخلص من مخزوناته من الأسلحة الكيمياوية بداية عام 2004 في إطار خطة للانفتاح على الغرب، وتضمن ذلك التخلي عن البرنامج النووي الليبي. لكن منظمة منع ومكافحة الأسلحة الكيمياوية تقول إن ليبيا أبقت على نحو 5,9 طن من غاز الخردل في موقع سري بالصحراء الليبية. وعلى صعيد آخر، قال سليمان محمود العبيدي، القائد العسكري الأعلى في المجلس الانتقالي الليبي، لهيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' إن صهر القذافي ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي موجود حالياً في مدينة سبها الجنوبية، حيث يحاول تجنيد مرتزقة للدفاع عن المنطقة. دبلوماسيا، أبدى الاتحاد الإفريقي استعداده لمساعدة المجلس الانتقالي في جهوده لتشكيل حكومة توافقية. وقال تيودورو أوبيانغ نجويما، رئيس غينيا الاستوائية ورئيس الدورة الحالية للاتحاد، إن ''المجلس مستعد لدعم الشعب الليبي في إعادة بناء ليبيا متحدة وديمقراطية وسلمية تتمتع بالرفاهية''.