دعا الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، فور عودته المفاجئة إلى صنعاء قادما من المملكة العربية السعودية التي قضى فيها حوالي 3 أشهر للتداوي والنقاهة، إلى وقف إطلاق النار الفوري لفسح المجال للتوصل إلى اتفاق وطني، لكن المعارضة قالت إنها ستواصل نشاطاتها بهدف إزاحته من الحكم. موقف المعارضة دعمته واشنطن، حيث دعا البيت الأبيض صالح إلى التنحي. وقال عبد الله صالح في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية ''سبأ'': ''أدعو كافة الأطراف السياسية والعسكرية والأمنية في السلطة والمعارضة إلى هدنة كاملة وإيقاف إطلاق النار تماما، بما يتيح العمل لإفساح المجال للتوصل إلى الاتفاق الشامل والوفاق الوطني''، مضيفا: ''الحل ليس في فوهات البنادق والمدافع، وإنما في الحوار والتفاهم وحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الأمن والاستقرار ومقدرات ومكاسب الوطن''. وكان صالح غاب عن البلد لمدة ثلاثة أشهر قضاها في السعودية، حيث تلقى العلاج بعد تعرضه لجروح في قصف المجمّع الرئاسي بصنعاء يوم 3 جوان الماضي، قتل وجرح فيه عدد من المسؤولين اليمنيين الكبار. وتزامنا مع رسالة صالح الأخيرة اندلعت في العاصمة اليمنية صنعاء اشتباكات بين الموالين له ومعارضيه وتحدثت تقارير إعلامية عن سقوط سبعة أشخاص برصاص القناصة في صنعاء العاصمة التي شهدت معارك عنيفة بين قوات الأمن وقوات المعارض علي الأحمر. من جانبه صرح الناطق الرسمي باسم المجلس التنسيقي الأعلى للجان الثورة، فؤاد الحميري، ''أن عودة صالح لن تمنع معارضيه من مواصلة تنفيذ برنامجهم للانتقال إلى الحكم الديمقراطي''. ونزل أنصار المعارضة إلى ميدان التغيير في صنعاء في ما سمي ب''جمعة الواثقين بنصر الله''، كما شهدت مدينة تعز تظاهرات مماثلة، فيما أحيا أنصار صالح الذين خرجوا للاحتفال بعودته ''جمعة الثبات ونصر الشعب الفلسطيني''. من جهته حث البيت الأبيض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على الإعداد لانتخابات رئاسية وتسليم السلطة قبل نهاية العام. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، في إشارة إلى التوترات الجارية ''نحث الرئيس صالح على بدء نقل كامل للسلطة والإعداد لانتخابات رئاسية تجري قبل نهاية العام''. وأضاف ''الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية ويستحق طريقا نحو مستقبل أفضل''. كما حثت وزارة الخارجية الأمريكية الرئيس اليمني على التوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي والتخلي عن الحكم. وفي أوروبا دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أمس، الرئيس اليمني إلى ''الحفاظ على المسار نحو التوصل إلى اتفاق سياسي سريع وفقا لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي''.