استفحلت عمليات سرقة وتهريب الماشية على الشريط الحدودي في شرق البلاد، وذلك رغم التشديد الأمني على الحزام الحدودي في الشهور الأخيرة.. فيما توجه أصابع الاتهام إلى سكان الجهة، بالتقاعس عن تبليغ مصالح الأمن للكشف عن العصابات الحدودية. أبلغ مواطن من سكان مشتة ''مكلاتة'' الحدودية ببلدية الزيتونة في ولاية الطارف، مصالح الدرك الوطني بأنه راح ضحية سرقة 50 رأسا من قطيعه هُرّبت من بيته ليلا. وعلى الرغم من اقتفاء آثار اللصوص، فإن جهوده في استرجاعها باءت بالفشل بعدما تأكد من تجاوزها الحدود إلى الجارة تونس. وحسب مسؤولين محليين، فإن الحزام الحدودي لولاية الطارف مع تونس، والذي يبلغ طوله 95 كلم، وعلى الرغم من الطوق الأمني المضروب بعد أحداث تونس وليبيا، إلا أن اختراقه من طرف عصابات التهريب لم يتوقف. وما ساعد هؤلاء، وجود سكان بين ضفتي الحدود يتعاونون مع لصوص المواشي بعدم التبليغ والتستر على هويتهم، رغم أن ضحايا سرقاتهم سكان من قرى مجاورة. ويقدر عدد الرؤوس المهربة أسبوعيا، حسب مصادر محلية، بين ثلاثة وسبعة قطعان في الأسبوع أي بمجموع يتجاوز 300 رأس. وتفيد شهادات بعض سكان المنطقة، وخاصة ضحايا هذه العصابات، بأن قطعان الماشية تسرق من المراعي في التلال الجبلية والغابية بعد ترصد غياب أصحابها عن مشاتي إقامتهم، وقد تطورت في السنوات الخمسة الأخيرة إلى عمليات السرقة من اسطبلاتها في الأحواش المجاورة لبيوت مالكيها. ويفسر شيوخ وكبار المشاتي الحدودية ظاهرة سرقة القطعان من مبيتها إلى تغيير نمط إقامة سكان الأرياف في البناءات الإسمنتية، الأمر الذي يمنع سماع حركة اللصوص في الخارج بعد استعمالهم اللحوم المسمومة لقتل كلاب الحراسة. ومن القصص التي يرويها سكان الحدود عن جهود التوعية ضد نشاط عصابات تهريب الأغنام، قصة ضابط عسكري وقعت قبل 5 سنوات. إذ بعد تلقيه شكاوى واحتجاجات سكان المنطقة ضد تنامي سرقة مواشيهم، قام بإشاعة نبأ دخول جماعات إرهابية للجبال المحيطة بمشاتيهم فهبّ السكان رجالا ونساء وشبابا يحملون البنادق والفؤوس والهراوات في عملية تمشيط واسعة بحثا عن الإرهابيين. ولما عادوا إلى الضابط العسكري وأخبروه بعدم عثورهم على ما ادعاه، سألهم لما لا تفعلون مع عصابات سرقة وتهريب الماشية ما فعلتموه في بحثكم عن الجماعات الإرهابية، اللهم إلا إذا كنتم شركاء بطريقة أو بأخرى.