بعد زيارة خاطفة لأمين عام حلف الناتو، جاء، أمس، دور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي زار طرابلس، في وقت وصف الصحفي الفرنسي المستقل، دانيال إيتن، الحياة في العاصمة الليبية بعد مقتل القذافي بأنها ''تحولت من مدينة مدنية إلى مدينة عسكرية''. زيارة المسؤول الأممي الأول إلى ليبيا تأتي قبيل انعقاد اجتماع مجموعة العشرين في مدينة ''كان'' الفرنسية، وتأتي في ضوء انتقادات حادة لثوار المجلس الانتقالي الذين يقومون، منذ مقتل العقيد القذافي، بأعمال انتقامية بشعة في حق أتباعه، سواء كانوا أناسا عاديين أو قوات نظامية، خصوصا بمدينتي سرت وتاورغاء، التي تقطنها أغلبية زنجية. في غضون ذلك، نقل الصحفي الفرنسي دانيال إيتن، حسب ما نشره موقع سيفن دايز نيوز، حياة الناس في العاصمة طرابلس، قائلا إن ''الناس هنا بسطاء وقد كانوا يظنون أن هذا الانقلاب في أوضاعهم سيحقق لهم الكثير من الأحلام منذ اليوم الأول لسقوط القذافي، لكنهم الآن وبعد أسابيع من سقوط طرابلس في أيدي المسلحين لم يتغير شيء سوى أن مدينتهم الآمنة الجميلة قد تحولت من مدينة مدنية إلى مدينة عسكرية، يبدو أنها ستصر على بقاء السلاح في يدها مدة طويلة أمام الإصرار على عدم تسليمه''. وأضاف دانيال ''حتى أبناء الذين لم يشاركوا في حمل السلاح يتعرضون في مدارسهم للأذى من قبل أبناء المسلحين، بينما تعيش المدينة انقلابا في تركيبتها السكانية بعد زحف أمراء الحرب وأتباعهم إليها من كل مكان، خاصة من مصراتة التي يجد أهلها في طرابلس مكانا مناسبا لتنمية تجارتهم بعد استيلاء الكثير منهم على محلات ومساكن وعقارات وممتلكات لمواطنين آخرين متهمين بأنهم لم يقفوا مع الثورة''. ولفت الصحفي الفرنسي النظر إلى ازدهار تجارة غنائم الحرب، وإلى قنوط الناس من جهة أخرى بسبب غياب جهة يشتكى إليها، ''فالمجلس الانتقالي يبدو ضعيفا أمام عصابات المسلحين، خاصة عصابات مصراتة، والمجموعات المسلحة متنافسة مختلفة، والقانون غائب، والمحاكم مضطربة والقضاء والمحامون أنفسهم متهمون بأنهم كانوا مع القذافي''، يضيف المتحدث. على صعيد آخر، طالب الساعدي، نجل القذافي، الشرطة الدولية بإلغاء طلب اعتقاله بحجة أن حكام ليبيا الجدد لا يمكنهم توفير محاكمة عادلة له. وقال نيك كوفمان، محامي الساعدي، إن ''قتل القذافي وابنه المعتصم، الشهر الماضي، جعل تسليم موكله لليبيا غير آمن''. أما مدعي الجنائية الدولية، مورينو أوكامبو، فقد أشار لقناة ''العربية'' إلى إمكانية محاكمة سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي، مدير مخابراته، داخل ليبيا من قبل المحكمة الجنائية الدولية. من جهة أخرى، أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون إفريقيا، ميخائيل مارغيلوف، أن شركة ''غازبروم'' الروسية استأنفت عملها في ليبيا بالشراكة مع ''إيني'' الإيطالية.