حذر القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عطاء الله صالحي، حاملة الطائرات الأمريكية التي عبرت مضيق هرمز من العودة إلى مياه الخليج، حسب تصريح نقلته وكالة ''إرنا'' الإيرانية، أمس، وقال على هامش مراسم العرض العسكري للقوات المشاركة في المناورات، إن إيران ''لا تنوي تكرار تحذيرها''. كانت حاملة الطائرات الأمريكية ''جون ستينيس'' قد عبرت مضيق هرمز، الأسبوع الماضي، متوجهة نحو عمان، وقت كانت إيران تقوم بأوسع مناورة بحرية في المنطقة، مناورات تبعتها تجارب ناجحة لصواريخ ''قادر'' و''نور'' و''نصر'' بعيدة المدى والمتطورة جدا. وكانت العملية الاستعراضية تهدف أساسا إلى إقناع الطرف الأمريكي بالعدول عن إصدار عقوبات ضد صادراتها البترولية، مهددة بغلق مضيق هرمز على الملاحة النفطية الذي تمر عبره 40 بالمائة من صادرات النفط العالمية. وأجابت الولاياتالمتحدة بعقوبات جديدة تكاد تشل المعاملات البنكية الإيرانية مع الخارج، كان لها مفعول سريع في تضخم العملة الإيرانية. لكن المدير العام للبنك المركزي الإيراني، محمود بهماني، أكد، أمس، أن الريال ارتفع بنسبة 12 بالمائة مقارنة بالدولار الذي سيواصل السقوط في الأيام القليلة القادمة، كما قال. وفي تصريح لمتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أمس، اعتبر أن ''إيران لا تملك صواريخ بعيدة المدى ولا تكنولوجيا لإنتاج صواريخ عابرة للقارات''، مؤكدا أن إيران لن تحصل على مثل هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب. وقد صدر تعليق مماثل من قائد الأركان الروسي السابق الذي قال - منذ يومين - أن إيران لا تستطيع الوقوف أمام الأسطول الأمريكي، في حالة نشوب حرب في المنطقة. ورأت صحيفة ''كريستيان ساينس مونيتور'' الأمريكية أن قيام إيران بتجارب صاروخية تسعى لتوجيه رسالة لخصومها بأنها ''لا تخشى التهديدات''، وقالت إن الصاروخ ''قادر'' يبلغ مداه 200 كلم وتم الإعلان عنه في أوت الماضي، وكذلك صاروخ ''غادر'' الذي أدخلت عليه تعديلات. لكن الصحيفة أوضحت أن الصاروخين الجديدين ليسا بعيدي المدى، غير أنهما أكثر دقة وتقنية، يمكن استعمالهما ضد ناقلات الطائرات في حالة حرب. وأضافت الجريدة أن إيران ليست بحاجة إلى مثل هذه التجارب وقد نجحت في صاروخ ''سجيل ''2 الذي اختبر في 2009 ويبلغ مداه 2000 كلم، أمام التهديد بإغلاق المضيق فاعتبرت أن العملية ستغضب روسيا والصين وأن إيران تحاول، في نهاية المطاف، اللعب على أوراق مختلفة لفك الخناق الاقتصادي. على صعيد آخر قال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبي، إن إيران ''تواصل تطوير سلاحها النووي. لا شك في ذلك لأن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية كان واضحا. ذلك ما يجعل فرنسا- دون غلق باب التفاوض والحوار مع إيران - تتمنى تشديد العقوبات''. وعن قرار مواصلة التفاوض بين لجنة 5+1 وطهران من عدمه، نشب جدل آخر مع الاتحاد الأوروبي. ففي وقت يقول الناطق باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهما نبرست، إن بلده ينتظر من الاتحاد الأوروبي تحديد ''التاريخ والمكان''، يجيب الناطق باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، مايكل مان، أن ''الكرة في مرمى إيران''. حيث قال إن كاثرين أشتون مازالت تنتظر الرد على الرسالة التي وجهتها لطهران في أكتوبر الماضي. رغم ذلك يعلن استعداد الاتحاد لإجراء مناقشات جدية مع طهران لكن ''لا يحق للجانب الإيراني وضع شروط مسبقة''.