عبرت كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون المقرر أن تزور الجزائر في شهر فيفري المقبل عن رغبة واشنطن في نجاح الانتخابات التشريعية المقبلة، والتزام حكومة بلادها بالعمل مع الحكومة الجزائرية لأجل ''قيام أمة منفتحة حرة وديمقراطية ومجتمع مدني ومؤسسات مزدهرة تتماشى وتطلعات الجزائريين''. أوضحت هيلاري كلينتون، مساء أول أمس الخميس، في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية مراد مدلسي، في ثالث لقاء بينهما بكتابة الدولة دام 35 دقيقة، أن ''واشنطن تقف إلى جانب الجزائر في إنجاح الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتدعم وتيرة الإصلاحات السياسية التي تعهدت بها الحكومة الجزائرية''. وسئلت كلينتون عن موقف الإدارة الأمريكية من مسار الإصلاح السياسي الجاري في الجزائر، فأجابت ''أنا مرتاحة إلى سماع أن عددا أكبر من النساء سيشاركن في الانتخابات، ونحن ندعم بقوة دعوة الحكومة الجزائرية المنظمات الدولية إلى الإشراف على كيفية إجراء الانتخابات، والخطوات التي اتخذتها الحكومة لفتح مجال السمعي البصري بشكل يسمح بسماع مزيد من الأصوات''. وأضافت كلينتون قائلة ''نتطلع بفارغ الصبر إلى نتائج الانتخابات التشريعية. نأمل في أن تتمتع الجزائر بأسس ديمقراطية صلبة تعكس تطلعات شعبها، ونرحب بالجهود الأخيرة التي بذلتها الحكومة الجزائرية في هذا الاتجاه''. ورحب مدلسي في تعقيبه بالدعم الأمريكي لإنجاح الانتخابات، وقال سنعمل مع شركائنا في هذا المجال. وأعرب عن أمله في استمرار العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر ''في إطار تفاهم أكبر ومن خلال مشاورات مستمرة ''ويكون ذلك في إطار ''تعاون أقوى ومكثف''. وأشادت كلينتون بما وصفته ''دور الجزائر المتميز حيال ثورة التغيير في تونس وليبيا''، والمشاورات المنتظمة'' بين الولاياتالمتحدةوالجزائر حول المسائل الإقليمية ومسائل الأمن ومكافحة الإرهاب، كما ذكرت بدور الجزائر كعضو مؤسس للمنتدى ضد الإرهاب الذي أطلق في سبتمبر بنيويورك وحيّت إنشاء مجموعة الاتصال الجزائرية-الأمريكية لمكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية، والتي تسهل أكثر -حسبها- التعاول في منطقة الساحل. وعاد مدلسي في تصريح صحفي إلى طبيعة المحادثات مع كاتبة الدولة الأمريكية، وتحدث عن ''تطور في علاقات البلدين إيجابيا في العديد من المجالات على غرار المجال الاقتصادي''، حيث تبقى الولاياتالمتحدة أول زبون للجزائر في مجال التجارة الخارجية، كما سجل ارتياح الجانبين بشأن تنفيذ برامج التكوين التي سطرت بين البلدين في المجال العسكري. وكانت العلاقات الجزائرية-المغربية في قلب مباحثات مدلسي مع كلينتون، وذكر أنه أطلع كلينتون على التطورات المسجلة منذ عدة أشهر في العلاقات بين الجزائر والمغرب واعتزام الجزائر مواصلة هذا الجهد مع الأشقاء المغاربة من أجل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا من أجل إعطاء دفع لبناء الصرح المغاربي دون نسيان -كما أضاف- أشقائنا في الصحراء الغربية التي تعالج مسألتها على مستوى الأممالمتحدة، وأنها ستظل تعالج كذلك بين البلدين المعنيين مباشرة. وأعلن مدلسي أن كاتبة الدولة الأمريكية ستزور الجزائر في فيفري المقبل، موضحا ''السيدة كلينتون عبرت منذ شهور عن عزمها القيام بزيارة لبلدنا تلبية لدعوة من الجزائر ونحن سعداء باستقبالها''. وتتم الزيارة في العام الأخير من وجود كلينتون على رأس كتابة الدولة الأمريكية ولم تخرج عن تقليد الذين سبقوها مثل سوزان رايس ومادلين أولبرايت ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذين زاروا الجزائر قبل تخليهم عن مناصبهم في مختلف الإدارات الأمريكية.