عمد أستاذ المدرسة العليا للتجارة بمونتريال، البروفسور طيب حفصي، في أول كتاب له ضمن سلسلة ''المشيّدون الكبار'' إلى رسم معالم شخصية رجل الأعمال ايسعد ربراب، مؤسس ورئيس مجمع ''سيفيتال'' حاليا، من مختلف جوانبها، وتحديد أهم المحطات التي سمحت ببروز ربراب على الساحة الاقتصادية الوطنية. لم يكن كتاب ''ايسعد ربراب.. النظر كالكبار والبداية كالصغار، وإسراع الخطى والوتيرة''، للبروفسور الطيب حفصي، الصادر عن دار القصبة، عبارة عن سيرة مرتبطة بحياة رجل الأعمال فحسب، بل محاولة لفهم مسار رئيس مجمع ''سيفيتال'' من كافة جوانبه، سواء الشخصية منها، أو تلك المتصلة بمشاريعه التي فرضت نفسها تدريجيا. وحاول الكاتب ترسيخ فكرة إمكانية النجاح في الجزائر، من خلال مفاتيح هامة، منها الطموح والرؤية الواضحة، وعدم الاستكانة للفشل الظرفي، ومواصلة المشوار وسط الدروب الصعبة. وتضمن الكتاب، الذي أتى في 390 صفحة، مختلف المحطات التي أدت في محصلتها إلى ظهور رجل الأعمال ايسعد ربراب، حيث استهلها الطيب حفصي بالجانب النظري، مركزا على مفهوم المقاولة والمؤسسة، والأسس التي ترتكز عليها، مثل كيفية اقتناص الفرص المتاحة، وتحديد مدى أهمية الجوانب المتصلة بتنظيم العمل، وكيفية الوصول إلى هدف تحقيق القيمة المضافة الحقيقية. في نفس السياق، استعرض الطيب حفصي مسار رجل الأعمال والمتعامل الاقتصادي ايسعد ربراب، كما حاول سبر أغوار فلسفته ومبادئ العمل التي اعتمدها منذ بداية مشواره، ثم كيف ارتقى عبر مسارات متعددة بفضل مشاريع اقتصادية عديدة جسدها، بعد أن أنهى مساره الدراسي في فرنسا، حيث خاض أولى تجاربه في القطاع الصناعي من خلال مؤسسة ''بروفيلور''، ثم ولج القطاع الصناعي عبر ''ميتال سيدار''. وتطرق حفصي إلى ما اعتبره تحويل حلم إلى حقيقة في قطاع الصناعة الغذائية، وصعود نجم ربراب مع مجمع ''سيفيتال''، ليعرج على مختلف الرهانات والتحديات التي واجهها، خاصة مع الدخول إلى معترك جديد يتمثل في التفريع والتنويع الصناعي، مع إقامة فروع عديدة، وإنشاء شركات لصناعة الزجاج المسطح، ثم دخوله كوكيل معتمد في قطاع السيارات والمساحات الكبرى التجارية. ووصل الكاتب إلى المشاريع المتوقعة أو المرتقبة، التي يطمح رجل الأعمال إلى تحقيقها، مثل البتروكيمياء والحديد والصلب، ومشاريع أخرى لا تزال عالقة. وختم المؤلف كتابه بتشريح الجانب الشخصي لربراب، وعلاقاته مع محيطه، وأسرته، وبنيته الفكرية، ومقارباته في مجال المال والأعمال والاقتصاد، وأخيرا آفاق الاقتصاد الجزائري في ظل التحولات الجديدة، ودور رجال الأعمال وأرباب العمل الجزائريين، الذين مثّلهم في الكتاب كنموذج لتجربة ناجحة، إلى حد ما، ايسعد ربراب.