استيقظت مدينة تيارت، صباح أمس، على مشهد مصالح الأمن التي طوقت وسط المدينة، بعد الأحداث التي عاشتها يوم الخميس الماضي، إثر إضرام تاجر متجول النار في جسده، وما أعقبها من اضطرابات واحتجاجات. وكإجراء احتياطي، عمدت السلطات المحلية إلى إصدار قرار بتأجيل المباراة التي كانت ستجمع الفريق المحلي، شبيبة تيارت، بهلال البرج ظهيرة أمس الجمعة بتيارت، إلى وقت لاحق، وإن لم تذكر رابطة ما بين الجهات على موقعها الالكتروني، والإذاعة المحلية التي أذاعت خبر تأجيل المقابلة صبيحة أمس، سبب القرار، إلا أن ذلك يرجع إلى الأجواء التي تعيشها مدينة تيارت، منذ أمس الأول، في أعقاب إقدام شاب على إضرام النار في جسده، احتجاجا على منعه من عرض سلعته برصيف بقلب مدينة تيارت، حيث لا يزال على قيد الحياة بالمستشفى الجامعي بوهران، الذي تم نقله إليه على جناح السرعة من تيارت، بسبب استعصاء حالته. وقد منع رئيس مصلحة الحروق بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران، أمس، الصحفيين من مقابلة الشاب الذي أضرم النار في جسده، والذي يوجد في حالة حرجة. ومعلوم أن هذه المصلحة استقبلت كل محاولي الانتحار حرقا السنة الماضية، والذين فارقوا كلهم الحياة، ولم يتمكن الأطباء العاملون بها من إنقاذ أي أحد، ومنهم الشرطي الذي حاول إنقاذ سيدة في حي المقري في وهران، والذي فارق الحياة هو والسيدة وابنها. وكانت عدة أحياء بضواحي مدينة تيارت قد عاشت، ليلة الخميس إلى الجمعة، احتجاجات ومظاهرات عارمة بعد الحادثة، حيث قام شبان بقطع الطرقات بالمتاريس والحجارة، بكل من مفترق الطرق زعرورة، الرحمة، الفرابة، ونقطة الدوران الواقعة على مقربة من مدخل مستشفى تيارت، كما خربت الإشارات الضوئية المنصبة أمام المبنى القديم لوكالة التشغيل، وتعرضت السيارات إلى الرشق بالحجارة بحي زعرورة، حسبما وقفت عليه ''الخبر'' في جولتها. وسجل، صبيحة أمس، هدوء، وعاد عدد من الباعة إلى وسط المدينة لمزاولة نشاطهم أمام أنظار قوات الأمن المرابطة هناك.