توفي الشاب هشام قاسم، 22 سنة، عشية أمس، والذي أضرم النار في جسده صبيحة الخميس الماضي وسط مدينة تيارت، وهو على متن سيارة إسعاف في طريقه إلى مستشفى بالعاصمة قادما من مصلحة الحروق لمستشفى وهران الجامعي، وبالضبط على مستوى بلدية عين الدفلى. وقد نصبت عائلته الخيم بحي وادي الطلبة أين تجمع المعزون تحت البرد القارس وسط الأوحال، في انتظار وصول جثمان الفقيد المنحدر من عائلة فقيرة جدا، والمقيم بمسكن بسيط استفادت منه والدته في سياق البناء الذاتي ضمن عملية القضاء على البناء الفوضوي بالحي القصديري شعيب محمد بأعالي مدينة تيارت في مطلع تسعينيات القرن الماضي. وقد تزامن تنقلنا إلى المسكن العائلي للفقيد مع ترقب تنقل والي تيارت لتقديم التعازي لأسرته حسبما علمنا من أحد أقارب هذا الأخير. يحدث هذا في الوقت الذي أمر فيه قاضي التحقيق على مستوى محكمة تيارت، في ساعة متأخرة من ليلة الأحد بإيداع 4 شبان الحبس المؤقت على ذمة التحقيق مع وضع 13 آخرين تحت الرقابة القضائية، في حين أفرج عن عدد من القاصرين المشتبه في ضلوعهم في الأحداث التي أعقبت إقدام الشاب هشام قاسم على إضرام النار في جسده. ويتابع هؤلاء المتهمون على خلفية ارتكاب تهم تحطيم أملاك عمومية، و الإخلال بالنظام العام بسبب قطع الطرقات بالمتاريس ورشق أعوان الأمن بالحجارة.