اختلفت معاناة العائلات بولاية عين الدفلى، حسب طبيعة تواجدها والتضاريس المحيطة بها، بكل من الأرياف والمدن التي دفنت تحت أكوام الثلوج، ما حفز السكان على مجابهة الوضع حسب الإمكانيات المتوفرة ومتطلبات الظروف العصيبة التي يمرون بها. الوضعية التي تمر بها يوميات العائلات تعكس صورة الصراع مع مستجدات هذه الظروف المناخية الصعبة، خاصة في الأرياف وتجمعات النازحين، كما هو الحال بحي الزيتون بالعبادية، حيث يقضي (م.محمد)، رب العائلة، رفقة ولديه (م.خ) و(م.ج)، وقتهم في إزالة ركام الثلوج من فوق سقف بيتهم الطوبي، الذي تتآكل جوانبه بفعل السيول وثقل الثلوج الذي غطته بالكامل، حسب رب العائلة، الذي لم يتوقف عن تصريف مياه الثلوج لعدة ساعات. وهذا النشاط اليومي لا يتوقف على عائلة محمد فقط، بل سجلناه عند أزيد من 450 عائلة أخرى، مازالت رهينة البرد الذي عجز السكان المتضررون عن مقاومته بنيران الحطب، وهذا خشية امتداد لهيبها إلى بيوتهم المبنية من بقايا الأغصان والبلاستيك وأنواع الأشواك، خاصة أن وارتفاع أسقف البيوت فوق رؤوس النساء القابعات داخل هذه الأكواخ لا يتعدى في أكثر الحالات المترين، حسب محدثينا. أما عائلات قرى مقراش وبوعروس، والتي اطمأنت لفتح الطريق من طرف السلطات المحلية، فقد فضلت مراقبة الوضع جماعيا، فيما لجأ عدد منهم للاحتطاب من الغابات المجاورة التي امتدت إليها الحرائق في زمن الأزمة الأمنية، يقول ''ح.سليمان'' وصديقه ''ك.ع''، اللذان يعملان في حقول البطاطا بالعبادية. وقد سجلنا الصورة نفسها لدى العائلات النازحة بكل من طارق بن زياد وقهوة الخميس بتاشتة وسدي لخضر والطابية بالعطاف، ومناطق متفرقة ببلدية الماين وواد الجمعة. لكن تبقى العائلات القاطنة في مناطق بن علال وعين التركي ومليانة على يقظة وأهبة تامة، خوفا من انزلاقات التربة وفيضانات الأودية التي مازالت تنتظر التهيئة، فيما قلت الحركة بشوارع الخميس ووسط المدينة والعطاف وسدي لخضر وبومدفع وحمام ريغة التي سجل بها تراجع في زيارة الحمام المعدني. من جانب آخر، فقد قل نشاط الحركة التجارية وسجلت بعض الطوابير للظفر بغاز البوتان الذي مازالت عدة مناطق محرومة منه، فيما فضلت عائلات أخرى استخراج ما يسمى ب''عولة الشتاء'' من المطامير لتعويض ندرة مادة الخبر، كما هو الحال بالحسانية، بسبب الطرق المغلقة خاصة بالجمعة أولاد الشيخ، يقول قويدر وعيسى، اللذان كشفا لنا أن الوضع مؤلم، فيما لجأ البعض إلى المقاهي لتبادل الأخبار والترويح عن النفس بلعب ''الدومينو''.