الاسم: راضية، السن:22 عاما، غادرت الدنيا تاركة وراءها والدة مفجوعة بفقدان وحيدتها، وأب مصدوم.. سبب الوفاة لم يكن حادث مرور أو مرضا عضالا ولا سكتة قلبية مفاجئة، لكن بعد أسبوع من التردد على مستشفى لامين دباغين (مايو سابقا) بباب الوادي في الجزائر العاصمة.. وبعدما أخطأ أطباء في تشخيص معاناتها من التهاب الزائدة الدودية. رغم مرور أكثر من عشرة أيام على وفاة ابنتها، لم تستفق عائلة نديل من وادي قريش بباب الوادي بعد من صدمتها، بعد أن أثبت تقرير آخر طبيب فحص المرحومة قبل وفاتها معاناتها من التهاب الزائدة الدودية، حسبما ذكرته العائلة. وبدأت مأساة الراحلة راضية، وهي طالبة في السنة الأخيرة بكلية الحقوق ببن عكنون في العاصمة، في السابع من الشهر الجاري، حيث عانت من آلام مبرحة على مستوى البطن وغثيان وحمى، ولأن مستشفى لامين دباغين بباب الوادي، مايو سابقا، هو الأقرب إلى بيتها العائلي، نُقلت إليه، حيث قال الطبيب لعائلتها إنها تعاني من أعراض تسمم غذائي بسيط، وكتب لها أدوية للتخفيف من آلامها. غير أن الآلام لم تتوقف ولم تخفف الأدوية من معاناتها، حسب خال المرحومة الذي زار ''الخبر''، مؤكدا أن ابنة شقيقته كانت تتلوىّ في فراشها من شدة الأوجاع، مضيفا: ''لم تتمكن المرحومة من الوقوف من شدة الآلام، وكذا حالة الغثيان، لنقرر إعادتها من جديد إلى المستشفى''. نقلت راضية مجددا إلى استعجالات مستشفى لامين دباغين، غير أن تشخيص الطبيب الثاني لم يختلف، ولو أنه أشار في البداية إلى إمكانية معاناتها من الزائدة الدودية، قبل أن يؤكد ما ذهب إليه سابقه، وهو معاناتها من تسمم غذائي. واستمرت معاناة راضية لأيام، فكانت تنقل كل ليلة إلى المستشفى، وهو ما تؤكده الوصفات الطبية التي تحوز عليها ''الخبر''، وفي كل مرة كان يشخص الأطباء معاناة المريضة على أنه تسمم غذائي، حتى في الليلة التي سبقت وفاتها، حيث طلب الطبيب من أهلها شراء حقنة ''فولتاران'' لتخفيف آلامها، وتم حقنها في المستشفى، وسط تأكيدات من الطبيب بأنها ستتحسن في اليوم الموالي. وبالفعل ارتاحت راضية في اليوم الموالي، وتوقفت آلامها إلى الأبد، لكن بعد أن أسلمت روحها إلى خالقها في المستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث شخّص الجراح معاناتها بالتهاب في الزائدة الدودية، والتي انفجرت قبل دخولها غرفة العمليات. اليوم، وبعد أكثر من عشرة أيام على وفاتها، لا تزال عائلتها تحت الصدمة، بعد اكتشاف أن سبب الوفاة كان مجرد التهاب بسيط كان يمكن معالجته في ربع ساعة، حسب الأطباء، ويقول خال راضية: ''لا اعتراض على قضاء الله وقدره، فابنتنا رحلت وهي محافظة على صلاتها رافعة يديها بالدعاء حتى آخر لحظة من حياتها، ولا ننوي رفع دعوى قضائية على المستشفى، ما نريده هو اعتراف من المستشفى بالخطأ، حتى لا تتكرر مأساتنا مع عائلات أخرى''. إدارة المستشفى لا ترد يشار إلى أن ''الخبر'' حاولت الاتصال بإدارة المستشفى لمعرفة رأيها في القضية، إلا أن الرد كان في كل مرة أن المدير مشغول في اجتماع.