قبلت طرابلس العرض الجزائري المتصل بتبني سياسة المصالحة في ليبيا، وقال وزير الداخلية الليبي إن بلاده ''ستحاول الاستفادة من تجربة المصالحة في الجزائر''. قال وزير الداخلية الليبي، فوزي عبد العالي، الذي ترأس وفد بلاده في زيارة دامت يومين إلى الجزائر، إن ''سياسة المصالحة التي انتهجتها الجزائر، إيجابية وسنحاول الاستفادة منها''، مشيرا في ندوة صحفية عقدها رفقة نظيره الجزائري دحو ولد قابلية بالعاصمة أمس، إلى أن: ''التجربة الجزائرية رائدة ومهمة ومن الحكمة أن نستفيد من تجارب كل الشعوب التي عرفت هزات مماثلة، فكيف لا نستفيد من المصالحة الجزائرية''. بيد أنه شدد أن القيادة الجديدة في ليبيا ترفض أن يمس ''أزلام'' النظام السابق بأمن واستقرار البلد، في معرض رده عن سؤال بشأن أفراد عائلة العقيد القذافي المتواجدة بالجزائر، وقال حيال إن كان تناول مع نظيره ولد قابلية قضية التسليم: ''ما يهمنا حفظ الأمن في ليبيا وألا يكون لأزلام القذافي أي نشاط عدواني لهؤلاء ضد ليبيا من الجزائر أو من أي بلد آخر، أما مسألة التسليم فيمكن دراستها والتفاعل معها وفقا للأطر الدبلوماسية''. بينما أورد البيان الختامي لأشغال الوفدين التزام الجزائر ''بعدم السماح لعناصر من النظام السابق بالإساءة إلى ليبيا أو المساس بأمنها واستقرارها''، في إشارة إلى عائلة القذافي. وكشف فوزي عبد العالي عن إجراءات ''عاجلة'' تدرسها حكومة طرابلس لإلغاء تأشيرة دخول الجزائريين إلى ليبيا، وقال إن إجراء ''الفيزا'' فرضه النظام السابق، أما فيما يتصل بآلاف الجزائريين الذين فروا من مناطق عدة من بلاده خلال الثورة وتركوا أملاكهم، فقال الوزير الليبي إن ''الملف سوف يعالج، والجزائريون كما الليبيين تعرضوا لمآس طالما أن مدنا بكاملها أحرقت، ولا أتوقع حدوث مشاكل أو عراقيل في هذا الصدد''. بينما أجاب عن سؤال إزاء منظور طرابلس حيال مشاركة الجزائريين في إعادة بناء المؤسسات الليبية بالتأكيد ''ليس هناك ما يمنع الاعتماد على الجزائر بالنظر إلى قدراتها الممتازة في العديد من المجالات''. وكان ولد قابلية وضع بين أيدي الوفد الليبي مقترحا لتشكيل لجنة حدودية مشتركة، أرجأ المسؤول الليبي الرد عليه إلى وقت لاحق، وقال إن ''القنوات الدبلوماسية ستتولى المسألة بعد دراستها ثم الرد عليها''، وتعنى اللجنة بالصيغة التي تبنتها الجزائر، توسيع وتنويع مجالات التعاون فيما يتعلق بتأمين وتنمية المناطق الحدودية. وتم الاتفاق بين الجزائر وليبيا على تنظيم دوريات للمراقبة الحدودية والتعاون في مجال تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المختصة لضمان التعامل مع المستجدات وحل الإشكاليات الآنية وبالسرعة المطلوبة. كما اتفق الطرفان على تفعيل توصيات اجتماع اللجنة الأمنية المشتركة الذي تم الشهر الفارط، فيما يتعلق بالاتجار غير المشروع بالأسلحة والذخيرة، ومكافحة التهريب والمخدرات والهجرة غير الشرعية، بينما أكد فوزي عبد العالي ''انتشار مليون قطعة سلاح في ليبيا كان وزعها نظام القذافي في كل المناطق''، بينما أكد وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، وضع خطة لتكوين وهيكلة مختلف الأجهزة الأمنية الليبية، تبدأ من إيفاد فريق من الخبراء الجزائريين لتشخيص متطلبات الدعم والمساعدة وتقييم الاحتياجات الأمنية وتأهيل المؤسسات التدريبية في ليبيا، من أجل تأطير نحو 50 ألف ليبي ''ثائر''، على حد قول ولد قابلية. وزير الداخلية الليبي يزور معهد الأدلة الجنائية زار، أمس، وزير الداخلية الليبي، فوزي عبد العالي، مرفوقا بوزير الداخلية دحو ولد قابلية، المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني بالعاصمة، وتلقى شرحا عن عمل مختلف الأقسام والدوائر في المعهد الذي يضم 13 مخبرا و11 دائرة تتكفل بتحليل العينات والمتعلقات ذات الصلة بالجرائم والقضايا الجنائية والإرهاب وحوادث السير. واستفسر الوزير الليبي عن التنسيق بين جهاز الدرك والأمن الوطني في القضايا الجنائية، وعبّر عن اهتمامه بعمل المعهد وعزم ليبيا الاستفادة من الخبرة الجزائرية في هذا المجال عبر تكوين الكوادر الليبية في علم الإجرام بالجزائر.