لم يكن سارقا مبلغ 650 مليون سنتيم كانت بداخل شاحنة متوقفة بباتنة، يدركان أن خاتمة فعلتهما حادث مرور مروّع، كاد أن ينهي حياتهما أو يصابا بسببه بعاهة مستديمة، لكنه تسبب في إدخالهما السجن، وربما لن يخرجا منه إلا بعد سنوات. تعود وقائع القضية إلى 28 فيفري الماضي، عندما أمرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة سريانة بولاية باتنة، مصالح الدرك بفتح تحقيق في حادث انقلاب سيارة، كانت تسير على مستوى طريق وطني يربط ولايتي باتنة وسطيف، بسرعة فائقة وعلى متنها شخصان نجيا بأعجوبة من الموت. إذ أفضت التحريات واستجواب الشخصين إلى اكتشاف وجود خيط بينهما وبين عملية سرقة استهدفت مبلغا ماليا قدّر ب650 مليون سنتيم، كانت بداخل شاحنة تحمل ترقيم ولاية بومرداس، توقف سائقها الضحية بقرب مطعم بالمنطقة لتناول وجبة غداء. وبعد عودته إلى شاحنته ليستأنف سفره، اكتشف اختفاء المبلغ المالي وشيك بنكي. وصرّح الضحية، أثناء تقديمه لشكوى لفرقة الدرك الوطني ببلدية سريانة، أنه ترك نافذة الشاحنة مفتوحة، وأنه لمح شخصين بالقرب من المطعم يوم حادثة السرقة. ولدى مواجهة الموقوفين بهذه الأقوال، سجل المحققون تضاربا في اعترافاتهما، وهو ما جعل النيابة العامة تقرّر إيداعهما الحبس المؤقت إلى غاية استكمال التحقيق.