أثار ظهور سفاح بمقاطعة ايسون، جنوب العاصمة الفرنسية باريس، جدلا واسعا، لكون جرائمه تركت نقاط ظل واستفهام عديدة. فالمجرم الذي أضاف في سجله أربع ضحايا في مساحة قطرها 10 كلم في نفس المقاطعة، يستخدم سلاحا ناريا نصف آلي ودراجة نارية للتنقل لبث الرعب في المنطقة. ولم تشأ وسائل الإعلام الفرنسية إعطاء أي قراءة للأحداث المتلاحقة في المقاطعة الفرنسية، وتفادت إيجاد روابط لها مع ما حدث في ''مونتوبون'' و''تولوز''، وإن سارعت في عملية استباقية إلى التأكيد على أن عمليات القتل المتسلسلة تعود إلى قبل بداية فصول ما عرف بقضية مراح بصورة ضمنية. القاتل الذي أعدم بدم بارد أربعة أشخاص، استخدم نفس الأسلوب في كافة جرائمه، وأجهز على ضحاياه بذات السلاح، مسدس نصف آلي من عيار 65 ,7 مم. وباستثناء الضحية الأولى التي تلقت عدة عيارات نارية، فإن باقي الضحايا قتلوا برصاصة واحدة. وكانت آخر ضحايا السفاح امرأة من أصل جزائري، نجية لحسن، 48 سنة، قتلت برصاصة واحدة بمدينة ''لاغراند بورن'' بغرينيي بمقاطعة ايسون، بعد أن اغتال ثلاثة أشخاص آخرين في 27 نوفمبر، ناتالي دافيدس، 35 سنة، جون ايف بونرو، 52 سنة في 22 فيفري، ومارسيل برونيتو، 81 سنة، في 17 مارس. وتحصلت الشرطة الفرنسية على بعض التفاصيل حول القاتل، فهو رجل ذو ملامح أوروبية، يصل طوله إلى 80 ,1 مترا، ويستخدم دراجة نارية من طراز ''سوزوكي'' زرقاء وبيضاء مرقمة سنة .2001 للإشارة، فإن ملامح قاتل ''مونتوبون'' كانت في البداية أيضا تماثل هذه الملامح لتتغير بعدها، في وقت اقتصر الإعلام الفرنسي على طرح القضية في خانة الحوادث العامة.