حذّرت منظمات دولية متخصصة في مكافحة تهريب المخدرات عبر العالم، من تحول إقليم أزواد إلى مكان تسيطر عليه عصابات التهريب بواسطة الأموال بعد إعلان استقلال الإقليم عن دولة مالي. وأشارت إلى أن عائدات تهريب المخدرات عبر الصحراء الكبرى تتراوح بين 2 و3 مليار دولار سنويا. كشفت مؤسسة ''جي. أند. سيكوريتي'' الأمريكية، إن إقليم أزواد تحوّل إلى موقع مثالي لتواجد عصابات التهريب، بعد انهيار إجراءات الأمن المتخذة من قبل دول الساحل لمكافحة الجريمة والإرهاب في شمال مالي. وطالبت الحكومات الغربية بالتدخل العاجل من أجل إعادة تنظيم المنطقة التي تمر بحالة من الفوضى مشابهة لحالة أفغانستان بعد الانسحاب السوفييتي. وأكدت المؤسسة الأمريكية أن الحركات الانفصالية الأزوادية باتت الآن تسيطر على ثالث أهم طرق تهريب المخدرات في العالم . وذكرت مؤسسة ''جي. أند سيكوريتي'' الأمريكية المتخصصة في الدراسات الأمنية المتعلقة بمكافحة المخدرات وغسيل الأموال، أن أكثر من 200 طن من الكوكايين مرت عبر صحراء الساحل عامي 2010 و2011، بعدما ربط مهربو الكوكايين شبكة علاقات قوية في مناطق غرب إفريقيا والساحل مع مسؤولين كبار في هذه الدول الإفريقية الفقيرة ومع عصابات إجرامية منظمة وجماعات مسلحة مرتبطة بفرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وحسب نفس المصدر، فإن الصحراء الكبرى التي تشترك فيها دول الساحل ومنها الجزائر تعد ثالث أهم ممر دولي تستخدمه عصابات تهريب المخدرات، بعد الحدود المكسيكية الأمريكية وحدود دولة أفغانستان. وتشير دراسة المؤسسة الأمريكية التي استندت إلى تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وهيئات أمريكية حكومية متخصصة في مكافحة المخدرات، أن أرباح عصابات التهريب اللاتينية والدولية التي تخترق صحراء شمال مالي تتراوح بين 2 و3 مليار دولار يحصل مصدّرو الكوكايين في البرازيل وكولومبيا على نصفها تقريبا وتحصل عصابات نيجيرية على جزء منها، فيما يحصل مسلحون يسيطرون على طرق صحراوية ومسؤولون فاسدون على بعض هذه الأموال. وتشير تقارير أمنية إلى أن أكثر من 70 بالمائة من الكوكايين المستهلك في غرب أوروبا و30 بالمائة من الكوكايين الذي يستهلك في الخليج العربي ومصر وإسرائيل يمر عبر الصحراء الكبرى خاصة في مناطق شمال موريتانيا مالي والنيجر. وتؤكد تقديرات الأممالمتحدة والوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات إلى أن أرباح عصابات تهريب الكوكايين في الساحل وغرب إفريقيا تفوق 2 مليار دولار. وقالت الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات إن تسع عصابات دولية كبرى من كولومبيا والبرازيل والمكسيك تنشط حاليا في تهريب الكوكايين إلى أوروبا ودول الشرق الأوسط عبر غرب إفريقيا والساحل. وتؤكد التقارير أن أخطر العصابات الكولومبية، ترتبط ارتباطا وثيقا مع زعماء قبليين وقادة جماعات إرهابية في شمال مالي.