أبدى المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى دمشق، كوفي عنان، أمس، بعض التفاؤل بإمكانية نجاح خطته للخروج بسوريا من أزمتها، في حال استجابة السلطات السورية لوقف إطلاق النار نهار اليوم الخميس. أعلن التلفزيون السوري الرسمي، نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع، عن وقف العمليات العسكرية ابتداء من صباح اليوم، مع إبقاء القوات في حالة تأهب. ناقش وزراء خارجية مجموعة الثمانية، أمس، بالعاصمة الأمريكيةواشنطن الملف السوري، حيث اجتمع وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدة، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، اليابان وكندا، على ضرورة إحالة الملف السوري من جديد على مجلس الأمن، للفصل في الخطوات القادمة، فور التأكد من فشل خطة كوفي عنان، في حين جدد ممثل روسيا في الاجتماع على ضرورة احترام سيادة الدولة السورية والعمل على الحل السياسي، مشددا على رفض بلاده لأي تدخل خارجي بالقوة في سوريا. من جهتها، أشارت هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة، أنها ستعمل في الأيام القليلة القادمة على إقناع القيادة الروسية من أجل اتخاذ موقف قريب من المجتمع الدولي، على الأقل على المستوى الإنساني للسماح بدخول المعونات دون أي قيود. وبالرغم من تشكيك الدول الغربية في التزام الحكومة السورية بخطة عنان، إلا أن هذا الأخير يواصل مباحثاته مع كل الدول الفاعلة في الملف السوري، حيث حذر، أمس، من العاصمة الإيرانيةطهران، من حديث بعض الدول بخصوص تسليح المعارضة السورية، معتبرا أن ''التسليح يؤدي إلى كارثة حقيقية في المنطقة''، في حين أن وزير خارجية إيران، علي أكبر صالحي، أبرز أن بلاده تدعم الحل السلمي، على أن يكون ذلك بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن أي تغيير لا يحترم السيادة السورية قد يؤدي إلى انهيار الدولة، وبالتالي ''تبعات مدمرة في المنطقة''. وجاءت التصريحات الإيرانية بالموازاة مع سعي بريطاني إلى فرض المزيد من الضغوطات على النظام في سوريا، على اعتبار أن وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، أكد في تصريحات إعلامية أنه ''بحلول الخميس سيتأكد العالم من عدم جدية النظام في سوريا بمخطط الحل السلمي. وعليه لا بد من فصل مجلس الأمن في الملف السوري، مع ضرورة إحالة ملف الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية''. من جهتها جددت الخارجية الفرنسية موقفها المؤكد على عدم جدية الحكومة السورية في تنفيذ وقف أعمال العنف، مستشهدة بالتقرير الذي أرسله كوفي عنان أول أمس لمجلس الأمن، الأمر الذي دفع ممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، إلى المطالبة بإعادة تقديم الملف السوري أمام مجلس الأمن، بالرغم من تجدد المخاوف من استعمال كل من الصين وروسيا حق النقض. وفي سياق متصل ذكرت الخارجية الروسية أنها على استعداد لاحتضان لقاء جامع لكل أطياف المعارضة السورية، تمهيدا للحوار الوطني مع السلطة، مع الإشارة إلى أن وفدا عن المجلس الوطني السوري سيقوم بزيارة إلى موسكو في 17 من الشهر الحالي لمناقشة تطورات الأوضاع، وذلك بالموازاة مع الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء تركيا، طيب رجب أردوغان، إلى موسكو عقب تصعيد التوتر على الحدود التركية السورية. في هذه الأثناء جدد السيناتور الجمهوري الأمريكي دعوته إلى تسليح المعارضة للإطاحة بالنظام القائم في سوريا، في ظل تأكيدات لجان تنسيق الثورة المحلية باستمرار أعمال العنف والقصف المدفعي الذي تتعرض له مناطق متفرقة من المحافظات السورية، والتي أسفرت عن مقتل العشرات، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معظمهم من المدنيين.
