أعلن البرلمان السوداني، أمس، حكومة جنوب السودان ''عدوا'' للخرطوم، ووجه جميع مؤسسات الدولة للتعامل مع جوبا على هذا الأساس، وذلك بعد نحو أسبوع من تجدد القتال بين الجانبين واحتلال جيش جنوب السودان منطقة هجليج النفطية الحدودية. وينص القرار، الذي وافق عليه النواب بالإجماع، على اعتبار ''حكومة جنوب السودان عدوا للسودان، وعلى مؤسسات الدولة السودانية معاملتها وفقا لذلك''. وعقب إعلان نتيجة التصويت، طالب رئيس البرلمان، أحمد إبراهيم الطاهر، النواب بالعمل على هزم الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب. وأضاف: ''نعلن أننا سنصادم الحركة الشعبية إلى أن ننهي حكمها في جنوب السودان، لقد جمعنا كل جهودنا للوصول إلى هذا الهدف''. وتعد هذه الجولة الأخيرة من القتال الأعنف منذ انفصال جنوب السودان، في جويلية الماضي، عقب استفتاء على تقرير المصير. وينتج حقل هجليج حوالي 60 ألف برميل من النفط يوميا، أي حوالي نصف إنتاج النفط السوداني البالغ 115 ألف برميل في اليوم. وأدى احتلال دولة الجنوب لحقل هجليج إلى تعطيل كل إنتاجه. ميدانيا، أعلنت قيادة الفرقة الرابعة مشاة بولاية ''النيل الأزرق'' الحدودية مع دولة جنوب السودان، نجاحها في تحرير منطقة ''مقم''، التي تنطلق منها الجماعات المسلحة التابعة للجيش الشعبي بجبال ''الأنجسنا''. من جهته، أعرب لام أكول، رئيس الحركة الشعبية ''التغيير الديمقراطي'' السودانية، عن بالغ استغرابه من مزاعم تبعية منطقة ''هجليج'' بولاية جنوب كردفان لدولة الجنوب، وأقر بتبعيتها للشمال باعتراف قادة الجنوب أنفسهم. أما إنسانيا، فقد حذر عاملون في منظمات الإغاثة الدولية من أن تجدد القتال في المناطق الحدودية فاقم من سوء الأحوال الإنسانية. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن حوالي 400 لاجئ يصلون كل يوم إلى معسكر ''ييدا'' للاجئين في جنوب السودان، وهو واحد فقط من المعسكرات المنتشرة على الحدود. وأشارت اللجنة إلى أن متوسط عدد الوافدين إلى المعسكر يوميا كان 50 شخصا خلال الأسبوع الماضي. ويفد غالبية هؤلاء اللاجئين من منطقة جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان السودانية القريبة من مناطق القتال.